SlideShare une entreprise Scribd logo
1  sur  122
Télécharger pour lire hors ligne
‫الف�صل الثاين‬




      ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬




‫131‬                       ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
‫انه�ض‬
‫ففي ال�سماء جنمك وعلى خدك‬
 ‫يف نف�سك وعلى كفك �سحرك‬
          ‫انظر مع �سم�سك‬
        ‫لرتى قامتك وظلك‬
                    ‫انه�ض‬
       ‫وال ت�ست�سلم يف كهفك‬
   ‫الأن فيه العنكبوت وظلمك‬




                       ‫231‬
‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬


                            ‫مقدمة الف�سـل الث ــاين‬
  ‫يف املبادئ االإن�سانية والتوا�سل ال�سفاف والعمل اجلماعي اإحياء وتفعيل لل�سمري‬

                                                                                ‫يف ال�ضمري:‬
        ‫ً‬
‫تتجدد الذات و�سفافيتها، حيث تنك�سف كل االحتماالت، فريتقي البحث، وال�سوؤال و�سوال للنقاء.‬
                                        ‫يف ال�سمري �سكينة الروح ومالذ حياة االإن�سان الر�سني‬
                                                                                   ‫يف املبادئ:‬
‫ينعك�ض لون ال�سماء وعمق املحيطات، ولون الن�سوج والعمق، لون وذكريات الطفولة. يف املبادئ كل‬
          ‫الروحانيات التي تبث االأمل، والثبات وعبق ال�سفاء. يف املبادئ امتالء الأح�ساء ال�سمري‬
                                                                      ‫يف ال�ضمري واملبادئ:‬
                                        ‫توليفة ت�سع النقاء، ومتنح تاأثري الطهاره وتفتح الروح‬




‫331‬                                                       ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬   ‫431‬
‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬


                        ‫يف املبادئ االإن�سانية واإحياء ال�سمري:‬
               ‫يف القيم االإن�سانية ، والتوا�سل ال�سفاف ، والعمل اجلماعي‬

‫اأثرت التغيريات الجتماعية وال�صيا�صية والقت�صادية يف عاملنا على منو اأفرادنا �صلب ًا،‬
‫حيث قادتهم تلك التغيريات اإىل ال�صلبية، والالمبالة واأحيان ًا اإىل التطرف، ال�صيء الذي‬
                             ‫مل يحقق اإل زيادة هام�صية دور ال�صباب يف تنمية جمتمعاتهم.‬

‫هذا اجلو العام وهذه البيئة املرتبكة اأ�صهمت يف اإ�صعاف قدرة ال�صباب على التحدث بلغة‬
‫البالغني املنتجني، والنا�صجني املنت�صرين . فنجاحاتهم قد �صرقها الإحباط العام واأحبطهم‬
                                                                             ‫بالتايل.‬
‫لقد فقدت املفاهيم احلقيقية لل�صجاعة ال�صخ�صية معناها، واأ�صبح اخلوف والقلق هو ال�صائد،‬
‫لقد �صاع احلا�صر دون فعل حقيقي، لأننا ول�صبب ما (رمبا انتظار املجهول) قررنا تاأجيل‬
             ‫حياتنا احلالية للم�صتقبل، اأو اأننا ويف اأف�صل الأحوال قررنا اأن نعي�ش يف املا�صي.‬
‫لقد عا�ش اأفرادنا ا�صتالب ًا كامال اأمام ال�صتهالك، واأ�صبح املظهر يطغى على امل�صمون ما‬
                                                          ‫ً‬
‫اأحدث فراغ ًا داخلي ًا اأو�صلهم اإىل حالة من عدم الثقة بالنف�ش وعدم الثقة بالآخرين، فلم‬
‫ي�صتطيعوا العمل بروح الفريق، ال�صيء الذي اأفقدهم روح التعاون والت�صامح، و�صادت روح‬
                         ‫الغرية واحل�صد واجل�صع، حيث غابت املبادئ و�صكت �صوت ال�صمري.‬
‫انت�صرت النتهازية والتناف�ش التناحري القائم على ك�صر الآخر، و�صقط التناف�ش الإيجابي مع‬
‫الذات القائم على حتقيق الطموح الداخلي، ومل يعد الإن�صان يتمتع بالطاقة الداخلية ملناف�صة‬
                                                           ‫قدراته لتطويرها والتفوق عليها.‬

‫531‬                                                       ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬

‫ان�صلخت الذات عن الذات اإىل درجة النف�صام، فتبخرت روح قبول الذات والر�صا عنها،‬
‫تطاير املعنى وذهبت قيمة الأ�صياء وزالت قيمة النف�ش، اأما احرتام الذات فقد اأ�صبح من‬
‫املا�صي، واحرتام الآخرين اأ�صبح للمجاملة املوؤقتة فقط، ل يحمل اأي معنى اأو قيمة �صوى‬
       ‫اخلوف من الآخر اأحيان ًا اأو اأنه م�صتلب ملركزه الجتماعي اأو قوته املالية اأحيان ًا اأخرى.‬
‫اخلوف وعدم الطماأنينة الذي �صكن �صبابنا وردهم اإىل ذاتهم، �صاعدهم على ا�صتقبال كل‬
                                             ‫ّ‬
‫النك�صات التي حتدثنا عنها من دون مقاومة اأو حت�صني ، فاأ�صبحوا يطلقون الأحكام الواهمة‬
‫على الأ�صياء والآخرين، و�صكنتهم النفعالية وعدم القدرة على �صبط عواطفهم ما اأف�صلهم يف‬
‫مواجهة حتديات و�صعوبات احلياة. غابت عنهم روح التكيف وحتولوا اإىل عقول تفكر ب�صلبية،‬
      ‫وكاأن التفكري الإيجابي اأ�صبح هو اخلطر الداهم متنا�صني اأنه تفكري احلرية يف الختيار.‬
                        ‫ّ‬
‫ح ّلت النفعالية بدل العاطفة، وح ّلت الفظاظة بدل اجل�صارة وحل اجلنب مكان ال�صجاعة‬
‫و�صاعت قيم الخاء وال�صهامة واملروءة، وا�صتبدلت بالفردية الرنج�صية املتقوقعة التي ل متلك‬
‫اأي خمزون ح�صاري اإن�صاين حقيقي، هذا هو الت�صالح مع الهزمية ال�صخ�صية بعد اأن ف�صلت‬
                                          ‫مقاومتها نتيجة خلواء النف�ش من الإرادة والعزمية.‬
‫لقد ف�صل تطور اأفرادنا يف حتقيق اأي من درجات (هرم ما�صلو العظيم للحاجات الإن�صانية)،‬
‫فال احلاجات الف�صيولوجية م�صبعة ول اأمن الروح م�صبع، واحلب مل يعد قائم ًا حيث ا�صتبدل‬
‫بالأنانية والذاتية املعيقة للتطور. النتماء ذهب لال انتماء، ملاذا؟ للتميز فقط! اأما املعنويات‬
‫فقد متثلت كلوروفيلي ًا. حتقيق الذات ب�صطحية اأ�صبح �صغلنا ال�صاغل، نريد اأن نحققه بجزئياته‬
‫و�صكلياته، م�صتغربني م�صتهجنني اأحيان ًا من ف�صلنا يف اإجنازه، متنا�صني اأن عدم قدرتنا على‬
‫حتقيق الذات �صببه عجزنا عن حتقيق املتطلبات واحلاجات الربع ال�صا�صية الوىل من هرم‬
‫ما�صلو، احلاجات البيولوجية وحاجات الأمن الروحي واحلب والنتماء، معتقدين اأن ا�صتعجالنا‬
                              ‫وقفزنا عنها وحرق املراحل كفيل باإي�صالنا اإىل حتقيق الذات.‬
‫اإننا نثقل �صبابنا مبفاهيم حتمل امل�صوؤولية وال�صتقاللية، من دون تقدمي معانيها احلقيقية،‬
                                                           ‫ّ‬
‫فال�صتقاللية وحتمل امل�صوؤولية يف الأ�صا�ش عمل وقناعات داخلية يف النف�ش نابعة من الدور‬
                                                                       ‫ّ‬
‫الذي يختاره الإن�صان للعبه يف احلياة. فال�صتقاللية وحتمل امل�صوؤولية هما طريقة تفكري ورغبة‬
‫وطموح بحاجة اإىل دعمهم بالروؤية والتحفيز. اإن تعلم مهارات احلياة والأداء ال�صخ�صي بقيت‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                         ‫631‬
‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬

‫ترتاوح يف اإطار العفوية، والتجريب والتقليد اإىل اأن و�صلت مرحلة هالمية ي�صعب ال�صيطرة‬
                                                                               ‫عليها.‬
‫نحن اأمة احلوار وفقدنا فن الكالم، ومل تعد �صدورنا تتحمل اأن ت�صمع اإل �صوت اأنينها وت�صيق‬
‫ذرع ًا بكل ما تعتقد اأنه ل يعجبها، فاأ�صبحت م�صاألة قبول الطرف الآخر والتعاطف معه غري‬
                                                                ‫مطروحة يف اأطراف الوجدان.‬
‫كل اأفراد الأمم وال�صعوب متر بهذه الإرها�صات ولكن هناك اأمم ًا تتدارك هذه امل�صائل وت�صعى‬
‫حللها عن طريق التعليم املوجه للتطوير، وباأ�صكال خالقة ومبدعة يف التدريب والتاأهيل‬
‫ملواكبة �صرعة تاآكل الأطراف الوجدانية لالإن�صان. اإنها ال�صيانة الدورية للذات التي مل ت�صاهم‬
‫مدار�صنا، وجامعاتنا، و�صركاتنا، وموؤ�ص�صاتنا ونوادينا الريا�صية ول حتى و�صائل الإعالم املرئية‬
                                         ‫وامل�صموعة من تعليمنا اإياها اإل با�صتثناءات ب�صيطة.‬
                                               ‫وهذا الكتاب هو جزء ب�صيط من هذا الإ�صهام.‬
                                                             ‫اإحياء فرو�سية الذات العربية:‬
‫هذا الكتاب فر�صة تتيح لالإن�صان النت�صار على معيقات التطور والتقدم ال�صخ�صي، واإعادة‬
‫�صياغة مفاهيم مل يتقن الأفراد ا�صتعمالها، الأمر الذي اأدى اإىل اإهمالها واإطالق الأحكام على‬
                                                                       ‫عدم جدواها وف�صلها.‬
‫لقد علمتنا اجلامعات واملدار�ش والكليات واملجتمع اأ�صياء كثرية، واأغفلت اجلانب الأ�صا�صي‬
‫يف تدريب اأفراد جمتمعنا وتاأهيلهم وت�صليحهم مبهارات احلياة ليت�صنى لهم مواجهتها بحكمة‬
                                                                         ‫وعقالنية اأكرب.‬
‫ومن اجلدير ذكره اأن املو�صوع قيد البحث يف هذا الكتاب نابع من تراث الفرو�صية العربي‬
‫القدمي يف تطوير ال�صخ�صية ، حيث مل يقت�صر مفهوم الفرو�صية على اإتقان مهارة القتال وحمل‬
‫ال�صيف، بقدر ما ارتكز على اإك�صاب الفار�ش مهارات يف اجلودة ال�صخ�صية ل توؤهله للحرب فقط‬
‫بل لل�صلم اأي�ص ًا خلو�ش معركة احلياة يف الريادية والطليعية وروح املبادرة والتفاوؤل والتعامل مع‬
           ‫الآخرين مبهارة، هذه هي املكونات ال�صا�صية لل�صجاعة وال�صهامة العربية ال�صيلة.‬

‫731‬                                                        ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬

‫لذا فاإن هذا الكتاب موجه لتاأهيل الفرد العربي مبكونات الفار�ش بكل ما حتمل هذه الكلمة‬
                                                                          ‫من معنى.‬
                                 ‫يف ال�سمري عمق وحكمة... ويف املبادئ �سفافية وتوا�سل‬
‫تبداأ رحلة البحث بهدف حتقيق اجلودة ال�صخ�صية ملهارات الت�صال من داخل الإن�صان،‬
‫الرحلة اإىل الداخل متكننا من تطوير هويتنا ال�صخ�صية امل�صوؤولة عن جودة التوا�صل الإن�صاين،‬
‫لياأتي الأداء الت�صايل اخلارجي مظهر ًا وغالف ًا منا�صب ًا لهذه اجلودة معطي ًا ال�صخ�صية بريق ًا‬
‫موؤثر ًا يف قلب وعقل الآخرين. هذا هو الأ�صا�ش الذي ميكننا من تطوير البناء اخلارجي لالأداء‬
                                                                  ‫ً‬
                ‫الت�صايل الذي اإذا كان معزول عن البناء الت�صايل الداخلي تبخر يف الهواء.‬
‫هناك عالقة اأحادية الجتاه بني البناءين الداخلي واخلارجي ملهارات الت�صال والتعامل مع‬
‫الآخرين. النجاح الداخلي يف بناء اجلودة ال�صخ�صية الت�صالية يقودنا اإىل النجاح اخلارجي يف‬
‫الأداء الت�صايل. ولكن العك�ش ليحدث، بل على النقي�ش فالن�صغال بالنجاح اخلارجي لالأداء‬
‫الت�صايل وحده يعيق الإن�صان عن حتقيق النجاح الداخلي للجودة وتطوير الهوية ال�صخ�صية.‬
‫الن�صغال بالنجاح اخلارجي لالأداء الت�صايل يقودنا اإىل تقليد اأداء �صخ�صية ات�صالية اأخرى،‬
‫مندفعني يف �صبيل حتقيق ذلك اإىل درجة قد جتعلنا نبدو �صطحيني ومت�صنعني منجرين اإىل‬
                                               ‫�صكليات �صرعان ما تفقد اأ�صالتها وجاذبيتها.‬
‫تقوم خطة البحث والتطوير على حتقيق اجلودة الت�صالية وتطوير الهوية ال�صخ�صية (البناء‬
     ‫الداخلي)، لتلتقي مع �صبل اجلودة الت�صالية اخلارجية (البناء اخلارجي)، وذلك كما يلي:‬
        ‫1. حتديد م�صادر وانواع القوة الكامنة للهوية ال�صخ�صية وموا�صفاتها ونقاط �صعفها.‬
‫2. اإظهار النمط اخلارجي لالأداء الت�صايل املتنا�صب مع منط الهوية ال�صخ�صية التي تتوافق‬
‫مع هذه ال�صخ�صية او تلك، لأن ال�صكال اخلارجية لالأمناط الت�صالية املوجودة كثرية‬
‫ول حدود لها، وميكن لل�صخ�صية اأن ت�صل طريقها وهي تبحث عنها، مما يفقدها الكفاءة‬
                                                                   ‫الت�صالية املطلوبة.‬
‫3. ا�صتخدام نقاط القوة الداخلية للهوية ال�صخ�صية لتحقيق النجاح اخلارجي لالأداء الت�صايل،‬
         ‫للو�صول اإىل معنويات مرتفعة للذات، تعزز الثقة بالنف�ش، وتقدر الذات والآخرين.‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                       ‫831‬
‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬

‫4. الو�صول اإىل اأف�صل طرق اإدارة الذات عن طريق اإدارة ال�صحنات الإيجابية وال�صلبية‬
‫للم�صاعر الإن�صانية، واملتمثلة يف القدرة على التحكم بالطاقةالداخلية لالإن�صان وتوجيهها‬
                                                                  ‫نحو الأهداف ال�صحيحة.‬
‫5. تفعيل حمرك ال�صحنات اليجابية للم�صاعر من خالل تزويده بوقود احلب واحلب املتبادل،‬
‫واإ�صباع روؤيتنا ومواقفنا مبمار�صة ال�صلوك الودي اليجابي الذي يقود اإىل تعاطفنا مع‬
‫الآخرين، وامتالك القدرة على و�صع انف�صنا مكانهم لتفهمهم ما يزيد ثقتنا يف اأنف�صنا‬
                                                                         ‫وبالتايل بالآخرين.‬
‫6. وعي القدرات ال�صخ�صية الذاتية واإمكاناتها بحيث ت�صفي حالة التزان والهادفية والثقة على‬
‫اأعمالنا مما يخلق الإميان بالذات وبقدرتها على التقدم والتح�صن والتطور ومواكبة احلداثة.‬
‫7. الو�صول اإىل مرحلة الن�صج والرتقاء با�صتخدام و�صائل وا�صرتاتيجيات احلياة، عن طريق‬
‫تقوية النظرة امل�صتقبلية لها ولالأ�صياء املتحكمه بها والتي تعني الوعي بوجود البدائل دائم ًا،‬
‫لأن الن�صوج الت�صايل يوفر ال�صتقاللية وحرية الختيار ول يعتمد على النتظار والقبول‬
                                                                    ‫ال�صلبي لتحقق الأ�صياء.‬
‫8. هذا ما يقود اإىل حتقيق الإرادة الر�صينة لالإن�صان، الإرادة تتاألق حينما تريد حتقيق �صيء‬
‫بال اأدنى تردد و�صبابية، عندها فقط �صتجد اأن العامل �صيتحالف معك ل حمالة، لالإرادة‬
‫قدرة مغناطي�صية �صحرية يف اجتذاب الآخرين والأ�صياء التي تريدها مبا فيهاالفر�ش التي‬
                                                                                  ‫ت�صعى لها.‬
‫9. هذا النفتاح الذهني والنف�صي الذي توفره مهارات الت�صال لتحقيق اجلودة ال�صخ�صية‬
‫يجعلنا اأكرث مهارة يف التعامل مع الف�صل والنكبات اإذا ما واجهتنا، ومينحنا قدرة التجدد‬
                                                   ‫والتطور و بناء النجاح و املحافظة عليه.‬
‫هذا ما ي�صعى له كتابنا، الو�صول اإىل اأف�صل مراحل ال�صتمتاع باأنف�صنا واأ�صدقائنا، واأ�صرنا،‬
‫وزمالئنا وحتى مع الآخرين الذين ل نعرفهم، هذه هي مهارات ال�صتمتاع مبا حققناه حتى الآن‬
‫وتقديره مهما كان �صغري ًا، هذا ما ياأمل برناجمنا التدريبي حتقيقه لمتالك قدرة ال�صتمتاع‬
                                      ‫بالعمل، وباملنزل، ومبا منلكه حتى هذه اللحظة يف حياتنا.‬



‫931‬                                                      ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
140
‫الف�صل الثاين‬




      ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬

                                                                 ‫الق�ضم الأول‬
              ‫مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�ضانة ال�ضخ�ضية‬
                                     ‫- مقالت ومفاهيم حمر�ضة-‬




‫141‬        ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫انه�ض‬
                                   ‫وابحر من حريتك نحو منارتك‬
                                           ‫واقراأ يف الطريق ا�ساراتك‬
                                 ‫حتى ال تلتب�ض عليك احياناً روؤيتك‬
                                ‫وال تلقي على احلظ انكفاء فرا�ستك‬
                                  ‫فيتبخر اميانك وتذوي �سجاعتك‬




‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                   ‫241‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬



                             ‫عد، وا�سبه نف�سك من جديد‬

‫يف عملية البحث عن الذات ل بد من الدخول اإىل اأعمق اأعماق النف�ش للبحث عن الذات‬
‫الأ�صلية التي قد �صكلت كيانك واأعطتك هذا ال�صكل، وهو ما يطلق عليه مرحلة معرفة الذات‬
‫الأ�صلية. العملية قد تكون �صهلة فما عليك اإل اأن تتذكر وتبحث عن اأف�صل اللحظات التي‬
‫مررت بها يف حياتك والتي كنت يف حينها تتمتع ب�صعادة وامتالء وقناعة بذاتك اإىل درجة‬
   ‫اأن القلق ب�صاأن امل�صتقبل كان م�صاألة ل ت�صكل لك اأي اإزعاج، فهو لي�ش منطقة جمهولة.‬
‫هذه املرحلة و�صعتك يف م�صاف التح ّيـز (لنف�صك اأول ولالآخرين ثاني ًا) حيث كان هذا‬
                                  ‫ً‬
‫اجلانب يف �صخ�صيتك هو عبارة عن توليفة التقاء مميزاتك، مواهبك، نقاط قوتك، قدراتك،‬
                                                           ‫اهتماماتك، روؤيتك وحكمتك.‬
‫لذا فاإن ذاتك الداخلية العميقة هي لي�صت نتاج عمل ق�صدي لك، بل كما قلنا عنها �صابق ًا هي‬
                ‫نتاج للحظة وملرحلة و�صعتك على قمة ذاك املكان لرتى كل الحتمالت لذاتك.‬
‫واإذا كانت هذه الأحداث اأو اللحظات هامة لك فخذها بجدية واأعطها اهتمامك الكايف، ول‬
‫ترتك الآخرين مطلق ًا يحددون ذاتك (الأنت) بناء على الطريقة التي يرونها هم، فهم ل‬
                                    ‫ً‬
                                             ‫يعرفون حقيقة من اأنت وماهي جتاربك.‬
‫لبد اأن ت�صع اأ�صبعك بكل اأمانة على الأوقات التي اتخذت بها قرارات هامة بو�صوح واإميان،‬
‫واأن تتعرف على احلالة التي اأ�صبحت فيها بحالة من اجلنب يف اتخاذ قرار معني ومل تاأخذه‬
‫ومتنيت لو ياأخذه اأحد اآخر عنك. هذه املراجعة هي الطريقة التي تتخل�ش فيها من م�صاعر قد‬

‫341‬                         ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                                ‫رّ‬

‫ت�صاحبك دوم ًا يف اأنك �صخ�ش غري كامل الب�صرية متندر ًا اإذا كان عليك عمل �صيء خمتلف يف‬
                                               ‫حياتك اأو تتخذ منحى متغري ًا يف م�صريتك.‬
‫اإن ت�صخي�صك لهذه املراحل واللحظات التاريخية يف حياتك، واملتمثلة يف قراراتك احل�صا�صة،‬
‫و�صخ�صياتك املحورية، �صتعرفك على من اأنت اليوم و�صتجد اأنك قد تاأثرت واأخذت خطوات‬
‫كبرية يف اجتاه معرفة وفهم نف�صك، املهم هنا اأن تتحدى احلقائق ال�صخ�صية عن ذاتك وحتيا‬
                                            ‫احلياة التي تكون بها حقيقي ًا «من اأنت حقيقة».‬
                                              ‫ً‬
‫هناك اأنا�ش ل يعرفون ماهية «احرتام اأو تقدير الذات» اأو قبول الذات لأنهم يبحثون عنها يف‬
‫مناذج الآخرين طوال حياتهم (البحث عن م�صدر خارجي لتقدير الذات)، وهذا من �صاأنه‬
‫اأن ي�صع احرتام اأو قبول الذات مبني ًا على مقايي�ش الآخرين اأو تركه يقا�ش فقط بالأ�صياء‬
‫واملمتلكات، اإنَّ هذه الأزمة من �صاأنها خلق اإدمان، وخدران و�صراب واهم، يف داخل الإن�صان‬
                                                                              ‫عن ذاته.‬
‫معظمنا يواجه �صعوبات يف م�صاألة الختيار، لأننا مل نتعلم كيف نفعل ذلك بكفاءة، ولكن عندما‬
‫نتعرف على جوهر الذات الأ�صا�صي، ت�صبح هذه املعرفة هي املرجعية التي على اأ�صا�صها تاأخذ‬
                                                                      ‫بجراأة كل خياراتك.‬
‫ل ت�صاأل الآخرين ما عليك فعله ول تخف، كن �صاحب �صناعة قراراتك مهما كانت خطرية، ل‬
‫جتعل املنجمني وقراء الكف يعملون عنك ذلك. كلنا يعرف اأن اخليارات والقرارات �صعبة اإىل‬
                                                                   ‫ّ‬
‫ّ‬
‫درجة اأنها قومت �صناعة للمنجمني جتني الأموال بدون فائدة حقيقية، كل ذلك لأن اخلوف �صل‬
                                                                         ‫ّ‬
                                                     ‫قدرة النا�ش على اتخاذ قراراتهم.‬
‫علينا اأن ندرك هذه امل�صائل لن�صتطيع تغيريها، اأنت ل ت�صتطيع تغيري العامل، بل بالتاأكيد ت�صتطيع‬
‫تغيري نف�صك لالأف�صل، هذا التغيري للجديد قد يرعبك، ل ت�صر مع التيار كما ورثت وتعلمت، اأنت‬
                                   ‫ْ‬
                                              ‫ت�صتطيع اأن تبداأ بت�صكيل ذاتك بكل ن�صاط ووعي.‬
‫ل بد لك معرفة من اأنت، ومعرفة اخليارات التي قادتك اإىل التخيالت التي و�صعت لك تعريف ًا‬
‫للوجود، وهذا من �صاأنه اأن ي�صعك بعيد ًا عن الواقع. ولكن عندما ت�صخ�ش اأكرث �سبع خيارات‬
‫ح�سا�سة يف حياتك وتتفهمها وحتللها وتعرف دوافع اتخاذها �صتكت�صب روؤية مهمة اإىل ما اأنت‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                            ‫441‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫عليه الآن وماذا اأ�صبحت. هذا بالإ�صافة اإىل معرفة كل �صخ�ش من اأ�سخا�سك املحوريني،‬
  ‫يجب اأن تعرف تاأثريهم عليك بعد اأن تعرف دورهم يف حياتك، هذه هي مولدات بناء الثقة.‬

                                       ‫اأرجع حوارك مع نف�صك فهو الذي يط رّور توا�صلك مع الآخرين‬
‫الق�صوة والأمل ل ميكن اأن يكونا طرق ًا للتعلم، مهما كانت النوايا ح�صنة، لذا فانتقاء الب�صر‬
‫ونوعيتهم لال�صتعانة بهم وللتعامل معهم يف تدعيم كل ق�صايا احلوار الداخلي لالإن�صان م�صاألة‬
‫هامة جد ًا. فانتقاء الأ�صخا�ش غري املنا�صبني لن ي�صهم اإل يف زيادة �صوء ت�صخي�ش نقاط ال�صعف‬
                                      ‫َ ّ‬
‫لدى الذات الإن�صانية، وتبعدها كل البعد عن اأن تكون حقيقية بل هجينة تقود اإىل عدم معرفة‬
                                                              ‫الذات اأكرث فيتطاير اجلوهر.‬
                                                                                                  ‫مهارات التاأقلم‬
‫اإنّ اأخذ كل اخلطوات الالزمة لو�صع نف�صك باأول قائمة هوؤلء الذين قد يوؤثرون على م�صار‬
‫حياتك هي م�صاألة ت�صاعدك على انتقاء ردات فعلك املنا�صبة جتاه التاأثريات اخلارجية عليك،‬
                                                ‫ّ‬
‫وهذا ما ت�صتطيع التحكم به عملي ًا، فلي�ش لك القدرة يف كثري من الأحيان على تغيري ما يحدث‬
                                                                             ‫يف خارجك.‬
‫اإنّ تعلم �صوؤال ملاذا؟ ي�صاعدك يف معرفة من تعتقد اأنه متحكم بحياتك، وهذا له �صاأن كبري يوؤثر‬
‫على حوارك الداخلي عن نف�صك وعن العامل املحيط بك. كما اأن تعلم اأن ت�صاأل ملاذا؟ يخرجك‬
‫من دائرة التعميم والنمطية غري اخلالقة والتي تتجاهل من اأنت حقيقة، وجتعلك اأقوى على‬
‫رف�ش كل ما يل�صق عليك من انطباعات وطوابع �صلبية، ول ت�صعك اأ�صري قوالب الآخرين.‬
                      ‫فال�صت�صالم لهذه القوالب ي�صع مفهوم ًا وهمي ًا وحدود ًا م�صطنعة لذاتك.‬
‫ل بد اأن توؤمن بدورك الأ�صا�صي يف فهم وتقدير ذاتك ومعرفتها من خالل حوارك الداخلي، اأنت‬
‫فقط من يبنى �صلم ًا مرتابط ًا بني داخل وخارج ذاتك. لذا فاإن هذه القناعات جتعلك تدرك وتعرف‬
‫وتعرب عن خ�صلة من خ�صالك الأ�صيلة ب�صكل يليق بها بكل جراأة لت�صبح هي ما تتو�صط م�صرحك،‬
       ‫لتعينك على ت�صخي�ش الطريقة التي جتيب بها عن اأ�صئلة احلياة، الطريق ملعرفة جوهرك.‬



‫541‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                            ‫رّ‬

       ‫كيف ت�سبح ت�سرفات التوا�سل االجتماعي جزء ًا من كيان ال�سخ�سية،...اأ�سيلة،‬
                                                                  ‫وغري م�سطنعة؟‬
‫• األ يجلب انتباهك اأحيان ًا اأن ترى �صخ�ص ًا اأمامك ذا بريق وح�صور مميز وجنومية ما من‬
‫دون ممار�صة اأية جهد مرئي ملحوظ ... نعم، لكن هذه الكفاءة فطرية بالأ�صا�ش اأ�صهمت يف‬
‫بناء قدرات الذكاء العاطفي الت�صايل لهذا ال�صخ�ش اأو ذاك حيث مت اكت�صابه �صابق ًا رمبا‬
                          ‫من دون وعي مب�صمياته ولكن... هل نرتك هذا ليح�صل لنا �صدفة؟‬
‫كم من النا�ش قد تعلموا مهارات الت�صال بعفوية �صديدة، وجتدهم بعد حني فقدوا ما‬
‫تعلموه، وا�صتمروا يف ممار�صة عادات ات�صالية تفقدهم معنى حياتهم. كيف جنعل مهارات‬
                                ‫الت�صال والتوا�صل مع الآخرين جزء ًا من كيان ال�صخ�صية؟‬
                                                 ‫جتريب اخلطاأ وال�سواب يهدر الوقت:‬
‫• الرتاث العملي والنظري يف الت�صويق واملبيعات وجتارب الإعالم والإعالن ا�صتندت اإىل العلوم‬
‫الت�صالية الإن�صانية والتي بدورها در�صت مكونات الفرد وتفاعله مع املجتمع ور�صدت �صلوكه‬
‫وت�صرفاته وردود اأفعاله جتاه املتغريات، وحولتها اإىل معايري قابلة للقيا�ش هدفها اإر�صاء‬
             ‫ً‬
‫قواعد التغيري ال�صلوكي الت�صايل املعتمد على الأ�صلوب العلمي املدرو�ش بدل من الأ�صلوب‬
‫العفوي املعتمد على جتربة اخلطاأ وال�صواب، لقد كانت هذه الدرا�صة تهدف اإىل معرفة‬
‫�صلوك امل�صتهلك اأو اإك�صاب مندوبي املبيعات والت�صويق مهارات بيعية وت�صويقية مهمة حتقق‬
                                                                         ‫النتائج املبتغاة.‬
                                              ‫ع�سر جديد يتطلب فرداً من نوع جديد:‬
‫• اإن تطور تكنولوجيا الت�صال غري من الطريقة التي ندير بها الأعمال يف هذا الكون، حيث اأ�صبح‬
                                                              ‫ّ‬
‫تطوير مهارات الفرد ومكوناته من �صروريات الع�صر. فالب�صر ّية اأ�صبحت توؤدي اأعمالها من‬
‫اأي مكان ومل تعد هناك اإمكانية لرقابة مبا�صرة ويومية على الأفراد العاملني، لذا، مت اإر�صاء‬
               ‫قواعد جديدة لتمكني الفرد، واإك�صابه مهارات ات�صالية مميزة للعمل عن بعد.‬
‫• من هنا نبعت احلاجة اإىل فرد من نوع جديد ي�صتطيع اأن يتعامل مع اأطراف وجن�صيات‬
‫عديدة واأمناط ب�صرية خمتلفة، ذات بيئات متباينة من حيث �صلوكها واأفعالها وت�صرفاتها.‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                        ‫641‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫اإن موا�صفات هذا الفرد اجلديد لن تكون ممكنة من دون تاأهيل ات�صايل من نوع جديد،‬
‫وو�صعه على اأول الطريق ليكمل م�صريته نحو اإجنازات اإيجابية نوعية تعود عليه وعلى‬
                                          ‫موؤ�ص�صته واأ�صرته وجمتمعه بنتائج اإيجابية.‬
                                                                   ‫تطوير م�ستقبـ ِالت االإن�سان الداخلية:‬
                                                                                                  ‫ُ‬
‫• يجب اأن تبداأ اخلطوة الأوىل بت�صخي�ش هذا الفرد لتجاربه ال�صخ�صية الت�صالية، ومن‬
‫ثم التجارب الت�صالية لالآخرين كخطوة ثانية، ومن ثم التعرف والتدرب على امتالك فن‬
‫ومهارات الت�صال املتكيف وطريقة اإدارته ثالثا ً. اإن هذه التجربة من �صاأنها اأن توؤهل الفرد‬
‫لال�صتفادة الق�صوى من درا�صته الأكادميية وقراءاته واأبحاثه، كما توؤهله اأي�ص ًا لال�صتفادة‬
‫الق�صوى من برامج التدريب والتطوير الأخرى التي �صيخو�صها يف جمال تخ�ص�صه �صواء‬
‫كان املجال يف املعلومات، اأو البنوك اأو املبيعات اأو حتى العمل الجتماعي وال�صحي اأوغريه.‬
               ‫ّ‬
                                                                                         ‫قوة العادة االت�سالية:‬
‫• املنهجية التي حتدثنا عنها ا�صتندت اإىل حتقيق مبداأ التفاعل احلي يف الت�صال، تفاعل‬
‫الرغبة واملهارة واملعرفة التي ت�صكل العادة. اإن هدف ذلك ينبع من اأهمية اإك�صاب الفرد‬
‫عادة وملكة النتباه والهتمام ور�صد وتطوير الفر�ش لإحداث الرتاكم يف م�صريته خطوة‬
‫بخطوة، وحتويله(عربالرتاكم) اإىل متغري نوعي جديد ي�صبح فيه النتباه والهتمام عادة‬
‫متكنه من التاأقلم والتكيف مع خمتلف الظروف وامل�صتجدات والبتعاد عن عادة الت�صال‬
                              ‫ّ‬
                                                                   ‫الدفاعي ال�صلبي.‬
                                                                                ‫االت�سال هو انعكا�ض داخلي:‬
‫• لقد ا�صتطاع الكتاب والباحثون والعلماء من التو�صل اإىل نتيجة مفادها اأن مهارات الت�صال‬
‫عمل اإن�صاين داخلي يف الأ�صا�ش، وطريقة تفكري ومنط حياة. فهي بالتاأكيد اأكرث من جمرد‬
  ‫ّ‬
‫التدرب على لباقة الكالم، واأكرث من التعرف على لغة وحركات اجل�صم الت�صالية التعبريية،‬    ‫ّ‬
‫وهي اأي�ص ًا اأكرث من التفوق كالمي ًا على املقابل، فكثريون هم الذين يقودون �صياراتهم وقليلون‬
                                                                 ‫ّ‬
                                                  ‫من يقودونها باأقل ن�صبة من احلوادث.‬


‫741‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                             ‫رّ‬

                                                                   ‫اإ�سارات املرور االت�سالية:‬
‫• هذا ما تهدف له مهارات الت�صال املتكيف، التدرب على القيادة الت�صالية وا�صتخدام‬
‫اإ�صاراتها املرورية احلمراء وال�صفراء واخل�صراء، والتعامل مع املنحنيات وخطوط ال�صري‬
‫الت�صالية باإتقان، والنتباه اإىل مناطق اخلطر والزدحام، والبتعاد عن املط ّبات، واختيار‬
‫التوقيت املنا�صب لالنطالق وا�صتخدام الفرامل، عداك عن اختيار امل�صافة املنا�صبة بني‬
                           ‫ال�صيارة والأخرى وحتقيق التجاوز ال�صحيح للو�صول اإىل الهدف.‬
‫• ومن جانب اآخر تـهدف هذه املهارات اإىل التكيف والتفاعل والتفاهم مع ال�صائق الآخر‬
‫(املت�صل الآخر) الذي تت�صارك اأنت واإياه يف م�صاحة ال�صارع (العمل، الزواج...الخ)، فلكما‬
                                                       ‫كليكما م�صلحة يف الو�صول باأمان.‬
                                       ‫الذكاء العاطفي الكامن لالإن�سان فطري باالأ�سا�ض:‬
‫• اإن الطرق اجلديدة لكت�صاب املهارات الت�صالية ت�صتند على مبادئ علم جديد ا�صطلح على‬
‫ت�صميته بالذكاء الفطري اأو الذكاء العاطفي الذي يقوم على ا�صتخراج القدرات الإيجابية‬
‫الكامنة يف الذات والتعرف عليها وا�صتخدامها، لت�صبح لحق ًا مبادئ حتكم الت�صرف وردود‬
                                                              ‫الأفعال وتفهم الآخر.‬
                                                                               ‫�سحرك اجلديد:‬
‫• اإن اكت�صابك لهذه املهارات الت�صالية هدفها تاأ�صيل الت�صرف الت�صايل عرب فهمه وا�صتيعابه‬
‫باأبعاده املختلفة لي�صبح جزء ًا ل يتجزاأ من �صخ�صيتنا العامة واخلا�صة. و�صيلحظ من حولك‬
‫تقدمك وجاذبيتك و�صحرك اجلديد الذي ميكنك من ممار�صة وبيع مواهبك، وت�صويق‬
‫اأهدافك، ون�صر اأفكارك، والإعالن عن اإجنازاتك. اإنها الفر�صة للت�صريح مببادرتك،‬
            ‫ولتحفيز الفريق، ولفتح الأبواب املو�صدة، واتخاذ القرارات الإيجابية يف احلياة.‬

                           ‫ل تقلق فقد �صمم هذا العامل واأنت يف البال ... لذا فاأنت مهم‬
‫اأن يكون لك مكان ودور تلعبه يف هذا العامل م�صاألة يحب اأن ل ت�صك بها اأبد ًا، ولكن المتالء‬
                          ‫َّ‬
‫بالروؤية والإميان والطاقة ال�صخ�صية هي التي ت�صعك على اخلريطة، فاخلريطة لن تناديك،‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                         ‫841‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫بل اإن جزء ًا من دورك يف هذا العامل هو جهدك يف و�صع نف�صك يف املوقع املنا�صب لك على‬
                                         ‫ً‬
‫اخلريطة. لذا فعمل «الأ�صياء ال�صحيحة بداية» ولي�ش «العمل ال�صحيح لالأ�صياء» هو الذي‬
             ‫يعينك على الو�صول، ويحميك من ال�صقوط ك�صحية من �صحايا العي�ش الواهم.‬
‫اإنّ التفكري الذي يعتمد احلقائق، ي�صاعدك على العي�ش كما تريد، وتبدو حر ًا كما تريد بكل‬
‫حرية. اأما ال�صلوك املليء باملغالطات والأخطاء فيقودك اإىل الال�صيء، حيث يجعلك عاجز ًا عن‬
‫و�صع بطاقة قيمتك على نف�صك، ال�صيء الذي يعترب م�صوؤوليتك الأوىل فاملغالطات والأخطاء‬
‫تقودك اإىل القبول بكل طواعية بتعريف الآخرين لك وهذا جتريد للطاقة والإميان والأمل. فال‬
‫تقبل خداع الغيورين الذين ينقلبون عليك ومعك اأحيان ًا، فهم يدعمونك عندما تكون �صعيف ًا،‬
‫ويعملون �صدك عندما تنجح، فال ترتك ظهرك مك�صوف ًا لهم، فهم �صيلعبون على تغيري بطاقة‬
‫قيمتك احلقيقية اإذا ما منحتهم �صالح اأخطائك لي�صتعملوه �صدك. ل تكابر وتقول من اأنا‬
‫ليكرتثوا له حتت �صعار «اأنا ل�صت مهم ًا»، هذا ال�صت�صالم يرتك الأيام والإجنازات تفلت ل‬
                                                                                  ‫حمالة.‬
‫العناد والكذب على الذات يجعلك تدور يف فلك ذاتيتك املغلقة، ويبعدك عن التعامل مع احلقائق‬
                                                                      ‫ً‬
‫وحقيقتك اأنت اأول، واأي بعد عن احلقائق وحقيقتك ي�صبب لك غيبوبة ذاتية متنعك من روؤية‬
‫كل اأطياف الألوان. ما ن�صعى اإىل قوله هنا اأن نظرتك الإيجابية عن ذاتك (ولي�ش النغالق‬
‫على ذاتك) لها اأثر اإيجابي على �صوتك الداخلي وحوارك مع نف�صك عن نف�صك وعن العامل‬
‫والآخرين، ونظرتك الإيجابية عن ذاتك جتعلك اأنت واأنت فقط م�صيطر ًا على هذا احلوار من‬
                                                            ‫الفلتان نحو ال�صعور بالف�صل.‬
‫عندما تعي�ش حلمك فاأنت ل�صت م�صطر ًا لأن تعي�ش حلم غريك اأو ال�صعي لإر�صاء الآخرين‬
‫واإ�صعادهم، هذا هو التح�صني الفكري الداخلي (ولي�ش النغالق الفكري الداخلي) الذي ي�صل‬
                                       ‫حركة الآخرين وقدرتهم على اخرتاقك واأ�صعافك.‬
‫حتى تكون واقعياً مرتاحاً مع نف�سك ومع االآخرين والتعاين القلق .... ردد يف نف�سك:‬
‫ل اأحب اأن اأكون دائم ًا مهيمن ًا على مقاليد الأمور، ول اأ�صعر بالذنب عندما اأقول ل، اأنا ل�صت‬
‫مركز العامل ول داعي اأن اأكون مهيمن ًا على مقاليد الأمور، ممكن اأن اأف�صل ول اأخاف من ذلك،‬

‫941‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                                 ‫رّ‬

‫وكما اأتوقع من نف�صي الكثري، قد ل اأتوقع اأي�ص ًا من نف�صي الكثري، ل اأ�صعر بالندم ب�صهولة، ول‬
‫اأح�ش اأن النا�ش يجب اأن ي�صتمعوا اإيل دائم ًا، ل اأح�ش اأين ل اأنال التقدير املنا�صب لأين ل اأفكر‬
‫دائم ًا يف اآراء النا�ش، اأ�صعر اأنني يف طريق حتقيق اأحالمي وطموحي، اأ�صعر بالراحة وعدم‬
                                                                                     ‫ال�صتعجال.‬

‫ال�صعور بال�صتالب وال�صعف اأمام الآخرين .... مهارات ات�صالية ملقاومته وتقوية الذات‬
‫حالة ال�صتالب هي عبارة عن حالة ا�صت�صالم �صخ�ش لآخر اأو لآخرين، ومنبعها اأن امل�صت َلب‬
     ‫ً‬
‫ي�صعر بنق�ش ما اأمام الآخرين، ولهذا النق�ش اأ�صباب كثرية نابعة من اعتقاد امل�صتلب مثال اأنه‬
‫اأقل �صوية ذاتية من الآخرين، واأقل اإجناز ًا وكفاءة وعلم ًا وثقافة من الآخرين، اأي اأن فكرته عن‬
                                ‫ً‬            ‫ً‬
‫ذاته لي�صت بامل�صتوى املطلوب. هذا ال�صخ�ش ينظر اإىل نف�صه عاري ًا من كل عوامل النجاح، ل بل‬
     ‫يتعدى ذلك معتقد ًا اأنه مليء بالأخطاء والعيوب، واهم ًا اأن اجلميع يرونها بنف�ش الطريقة.‬
‫هذا ال�صعور ينعك�ش تلقائي ًا على �صلوك امل�صتلب، حماول وباذل جهد ًا كبري ًا لإخفائه يفقده‬
                              ‫ً‬      ‫ً‬
‫الطاقة للوقوف معتد ًا بذاته، ال�صيء الذي يرهقه اإىل درجة و�صوله اإىل ال�صعور باخلوف من‬
                                                                              ‫ً‬
       ‫الآخرين، حماول ا�صرت�صاءهم وعدم معار�صتهم والر�صوخ ل�صروطهم وال�صت�صالم لهم.‬
‫هذا من ناحية ومن ناحية اأخرى قد يح�ش امل�صتلب اأن منْ اأمامه ل يحبه ول يحرتمه ول يقدره،‬
                                        ‫َ‬
‫ولالأ�صف يقع هنا امل�صتلب يف فخ زرعه هو لنف�صه، فهو ينتظر احلب والحرتام والتقدير من‬
‫�صخ�ش اآخر اأو اآخرين، فاإذا توقف الآخر اأو هوؤلء الآخرون عن ذلك وقع ال�صخ�ش بال�صتالب،‬
                                    ‫وامل�صتلب هنا قد ي�صت�صلم اأو قد يتحول اإىل عدائي و�صر�ش.‬
‫للتخل�ش من �صعور ال�صتالب، على امل�صتلب اأن يكون م�صتقال معتمد ًا على نف�صه يف اإرواء ذاته‬
                                  ‫ً‬
‫من التقدير واحلب، عن طريق حتقيق الإجنازات والأهداف وتقديرها مهما بدت �صغرية،‬
‫كما اأن عليه املحافظة على حالة المتالء بداخله �صاعي ًا لتطوير نف�صه، مثابر ًا لتعلم قبول‬
‫نف�صه متوجه ًا للت�صالح مع ذاته حول ثغراته ونقاط �صعفه وت�صخي�صها حتى يت�صنى له العمل‬
                                                                                  ‫لإ�صالحها.‬
‫« لن يعطيك اأحد �صيئ ًا»، من هنا يجب اأن تنطلق لنيل ما تريد، را�صي ًا مبا حتققه، ناظر ًا‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                             ‫051‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫ملا تريد تطويره غد ًا، وهذا ما �صيدفعك للمحافظة على كل تعابري التما�صك والثقة حتى لو‬
                                                         ‫ا�صطررت اأحيان ًا لتقم�صها.‬
‫هناك اآخرون يعبثون بثقتك يف نف�صك، وقد ي�صتهزئون بك، ويبثون لك كل ال�صحنات ال�صلبية‬
‫التي ت�صعف العزائم واملعنويات وم�صتوى تقديرك لذاتك، فت�صل قيمة �صوية ذاتك اإىل اأدناها،‬
‫وكاأن هوؤلء الآخرين هم مانحو التقدير. قم بالرد عليهم باإح�صا�ش الواثق الهادئ احلازم‬
                                        ‫ّ‬
‫واجلازم الذي حتميه كل املنح اللهية، دون اأن تظهر اأي جهد يف الدفاع عن نف�صك، وحاول اأن‬
‫تطور احلديث واأن تدخل عليه ال�صخرية املدرو�صة، فهم يف النهاية لي�صوا مركز العامل. تذكر‬
‫فاأنت م�صتقل وحر مثلهم، ولديك كل اخليارات الأخرى، ولن تنتهي احلياة عندهم. تذكر اأنك‬
‫مميز، وهناك الكثريون ممن يقدرونك ويحبونك، فاأنت بالتاأكيد عزيز على اآخرين يعزونك،‬
   ‫وحاذر من اأن ت�صتخف يف اأي ان�صان يعزك، فال يعزك اأحد م�صطر ًا، ول حتى اأمك واأبوك.‬

                                                     ‫يف مهارات احلياة ...... ا�صتذكار ملعاين فقدناها‬
                                 ‫–معاين يف الثقة والقيمة مع االآخرين تعزز احل�سور واملعنى-‬
‫1. اأقوى واأ�صمى اإرادة يف احلياة هي لي�صت اإرادة البقاء من اأجل احلياة، لكنها اإرادة الثقة يف‬
                           ‫الكفاح، لأنها اإرادة التفاوؤل وروؤية اليقني يف الإقدام على عمل ما.‬
             ‫2. الكحول واملخدرات قد تعطي ثقة وهمية، فهي تقلل الكفاءة فال يعود هناك ثقة.‬
                    ‫3. الثقة هي الإ�صارة التي يحدثها �صوت البوق يف اأح�صنة وفر�صان احلرب.‬
‫4. حت�صن �صد عن�صر املفاجاأة الذي يفقدك الثقة بالنف�ش، ابتعد عن النفعال، وكن‬
                                                                                    ‫متما�صكا ً.‬
         ‫5. �صعور الثقة هو عبارة عن �صحنة تنطلق من مكامن قوتك، تذكرها وعززها دائم ًا.‬
‫6. الثقة هي �صعور الفرو�صية عند الرجل املنطلق من دوره وبحثه عن اليقني املتفائل بالنت�صار،‬
 ‫ً‬
‫فهو نابع من حت�ص�صه لقيمته الفاعلة التي تخلق له الزهو الذاتي كك�صب العي�ش لعائلته مثال،‬
‫اأما اإذا كانت هذه القيمة �صائعة يتحول الرجل اإىل عدواين اأوخجول وقد يتحول اإىل رجل‬
‫عنيف لأن ال�صعور ب�صياع هذه القيمة ي�صعر الرجل بالعجز، فيبداأ بع�ش الرجال بتعوي�ش‬
‫هذا العجز باللجوء اإىل فانتازيا من نوع ما للح�صول على امراأة ل يحلم باحل�صول عليها‬

‫151‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                                ‫رّ‬

          ‫ليخ�صعها له، اأو اإخ�صاع امراأة تقاومه اأو ت�صتلبه معتقد ًا اأنه �صريفع من قيمته بها.‬
‫7. يف الثقة �صعور الكاريزما الذي ي�صعر الآخرين ب�صعوبة الو�صول اإليك دون اأن حت�ش اأنت بذلك.‬
‫8. الكاريزما هي عندما ل ي�صتطيع الآخرون اإل النظر اإىل هذا ال�صخ�ش من دون غريه جلاذبيته‬
                                                                                       ‫الداخلية.‬
‫9. الثقة هي التوازن بني الت�صادم مع الواقع وبني ما تود اأن تراه، فهو يخلق جاذبية غري مفهومة‬
       ‫تعك�ش الإرادة دون ا�صطراب، الثقة هي فل�صفة القوة املنطلقة من الإميان مبا تعمله.‬
‫01.الثقة هي حتقيق القيمة يف الإجناز، فالرثاء وحده ل يكفي، لعب القمار حتى واإن فاز مل‬
                                                                      ‫ولن يحقق قيمة ول ثقة.‬
                  ‫11.عدم حتقيق القيمة ي�صعف اإميان ال�صخ�ش بنف�صه وبالتايل ثقته بنف�صه.‬
‫21.كن جوهري ًا يف رغباتك، ولتنتظر العائد ال�صريع منها، من هذه الفكرة اأتت فكرة احلب‬
                                                                                         ‫والثقة.‬
‫31.مالمح الثقة اأن تتمتع بوجه كامل الن�صج، وابت�صامة كاملة الثقة، وعينني كاملتي المتالء،‬
                                                                        ‫وفم مليء باحل�صا�صية.‬
                                ‫نقاط يف امللل والوعي والب�سر واآثارها على اخليال والثقة:‬
                                          ‫1. الوعي الإرادي طريق تقوية اخليال لأنه ذو روؤية.‬
                     ‫ً‬                ‫ً‬
‫2. حا�صة الب�صر تثري، اإل اإنها ل حتتفظ بالقيمة طويال لأنها لي�صت بديال عن اخليال، والعقل‬
‫الإن�صاين لي�ش بديل اخليال لأنه ذو ذاكرة ق�صرية حتتاج اإىل حمر�صات اخليال لإنعا�صها،‬
‫فالوعي هو اخليال اأ�صا�ص ًا الذي يقوم على الالعادية والالطبيعية لأنه اكت�صاف، والكت�صاف‬
                                                                                 ‫مينح الثقة.‬
‫3. من هنا ياأتي امللل من عقل ك�صول، وعني غري ممتلئة باخليال، لأنها تنهم وتنهم املعلومات‬
‫الكثرية ل اإرادي ًا من م�صادر تر�صل فقط كالتلفزيون مثال دون حتليل اأو فهر�صة اأو تنظيم،‬
                                  ‫ً‬
‫فيت�صكل وعي عال جد ًا ولكنه غري مفيد وعي غري م�صيطر عليه. هذا الوعي امل�صتت ي�صحى‬
                                                                           ‫ٍ‬
‫بال عمل فيبداأ بالعمل �صد حامله، اإنه وعي مرئي �صماعي ل يعاد اإنتاجه، بليد ل يحرك اإنارة‬
                                                        ‫اجل�صد وطاقته ويفقد الإن�صان الثقة.‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                            ‫251‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫4. م�صابيح اجل�صد يطفئها الوعي غري املن�صبط لأنه ي�صتت عنها الطاقة والرتكيز فتنطفئ‬
                                                                                        ‫الثقة.‬
‫5. لذا فالوعي الإرادي هو وعي اأكرث اتقاد ًا من الوعي امل�صتت، لأنه وعي انتقائي ويبحث عن‬
                                                                   ‫املعنى دائم ًا ومينح الثقة.‬
‫6. لأن الوعي الإرادي ذو روؤية فهو مملوء بحالة ال�صفاء ومتحرر من اأية موؤثرات ب�صرية اأو‬
‫كحولية اأو �صمعية غري م�صيطر عليها لذا فهو يزيد من الرتكيز والإدراك، وبالتايل عن حالة‬
                                            ‫ال�صكينة املمتلئة بطاقة التفاوؤل التي تزيد الثقة.‬
‫7. الوعي الب�صري الالاإرادي م�صوؤول عن حالة امللل التي تقودنا اأحيان ًا اإىل املالحقة غري‬
‫املجدية لالأ�صياء التي تبدو جديدة وذلك بهدف تبديد حالة امللل، اإن اللهفة وراء اأي �صيء‬
               ‫جديد وتقليدي مينعنا من روؤية ومعرفة خطواتنا التالية ويحجب عنا الثقة.‬
                                                       ‫ق�س�ض واأمثلة تاريخية يف امللل والوعي والثقة:‬
‫• مارلني مونرو عا�صت طفولة بائ�صة مل ت�صاعدها على بناء الثقة باحلياة، فلم ت�صرتخ لتتاأمل‬
        ‫ِ‬
‫يوم ًا، بل عانت من ملل احلياة وتزاحم رك�صها وراء وهم �صطحي و�صراب (اجلديد). لقد‬
‫ت�صبب لها ذلك يف ت�صكيل �صخ�صية مارلينية مهزوزة ومتاأرجحة رغم �صحرها وجاذبيتها،‬
‫حيث ت�صرب لها اخلوف والقلق ليجعل من وعيها كيان ًا م�صتت ًا، اأرداها يف النهاية �صحية‬
‫الت�صائم. ملاذا؟ لأنها ا�صت�صلمت لل�صورة والهالة التي قدمت لها دون تطوير لروؤيتها‬
‫وفكرتها، وعا�صت اأ�صرية فكرة هي بالأ�صا�ش لي�صت فكرتها.مارلني مونرو مل حتقق ومل تعد‬
‫اإنتاج ذاتها، ومل تخلق قيمة يف داخلها توؤمن بها، فاأح�صت بالعجز وانتحرت (اأو قتلت) دون‬
‫ب�صمة اإن�صانية لأعمالها. مارلني مونرو فنانة مل حتمل يوم ًا هدف ًا اإبداعي ًا ور�صالة �صامية‬
‫ل لنف�صها ول لأ�صدقائها ول ملهنتها ول ملجتمعها فقد كانت اأ�صرية فكرة �صهرتها و�صكلها‬
‫اخلارجي، ومن حيث هي مل تكن �صاحبة فكرة اإبداعها األ يذكرنا ذلك مبفارقات فناين‬
                                                                 ‫الأم�ش وبع�ش فناين اليوم.‬
‫• كازانوفا ال�صهري هو من الأقلية التي ت�صمى الـ «%5 من املتمردين على املجتمع» (اخلارج‬
‫عن الـ %59 التقليديني) لكنه اأي�ص ًا ارتكز يف �صعيه وبحثه على فكرة «�صربة العمر»، والعائد‬
‫ال�صريع الذي قادته له رغباته اخلائفة من الف�صل القادم، وذلك ب�صبب قلة اإميانه بنف�صه‬

‫351‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                               ‫رّ‬

‫و�صعف ثقته بنف�صه التي اأنق�صته احرتامه لذاته واأ�صعفت اإرادته وعززت اأنانيته. لكن ماجعله‬
‫قوي ًا يف ا�صتمراريته �صرعة تداركه لوعيه وفكرته الناجتة من قبول الن�صاء لأفكاره وبطولته‬
‫معهن (معامل خارجي)، حيث وفر له ذلك تعوي�ص ًا واعرتاف ًا جديد ًا ب�صويته. لقد تنا�صى‬
‫التاريخ اإنتاج كازانوفا لآلف ال�صفحات من الأدب الراقي الذي اأ�صاف اإىل قيمته و�صهرته‬
‫قليال، ورغم كل ال�صعوبات التي مر بها، وحياة ال�صعاليك التي عا�صها مل يلجاأ كازانوفا اإىل‬
                                                          ‫ّ‬                             ‫ً‬
‫الكحول اأو املخدرات لإدارة واإعادة اإنتاج نف�صه واأدبه. ما نود قوله هنا اأن اخلوف من الف�صل‬
‫قد �صبب لكازانوفا �صعور ًا داخلي ًا من قلة ثقته بقدراته وبالتايل بنف�صه، فحاول اأن ي�صتعي�ش‬
               ‫عنها بالعالقات الن�صائية التي مل حتقق له قيمة، وجعلت اإنتاجه الأدبي من�صي ًا.‬

                                      ‫حماور جديدة ملهارات احلياة ... احلرية يف الختيار‬
                                    ‫كناجت للجودة الت�صالية ال�صخ�صية مع الذات والآخرين‬
‫1. يف داخلنا موظف البنك (احلري�ش) و�صائق �صباق ال�صيارات (املندفع)، كيف تختار وكيف‬
                                                                                  ‫توازن بينهما؟‬
‫2. اإن معظم فتيان «الأحداث» هم من �صائقي �صباق ال�صيارات املندفعني بتهور، اأما �صائق‬
              ‫ال�صيارات (الدافئ) فهو مزيج من ال�صائق املندفع وموظف البنك احلري�ش.‬
‫3. �صائق ال�صباق الدافئ هو امل�صتك�صف ومت�صلق اجلبال وهو من الرواد، وق�صم اآخر هم من‬
      ‫الثوار واملتمردين، واآخرون هم من املثقفني وال�صعراء والكتّاب واملو�صيقيني والفنانني.‬
‫4. اإن �صائق ال�صيارة الدافئ هو اأثمن جزء فينا، وتدمريه يعني تدمري التوازن والتقدم والتطور،‬
‫وحتى تكون من هوؤلء عليك اأن تكون م�صتك�صف ًا عقلي ًا وبحثي ًا متجدد ًا. اإل اأنّ هناك �صرط ًا‬
‫لقيادة وتنمية هذه ال�صخ�صية فينا يتمثل يف ال�صيانة الدائمة لهذا التوازن الواعي بني‬
                             ‫�صخ�صية موظف البنك (احلري�ش) و�صائق ال�صيارة (املندفع).‬
‫5. �صيطرة ال�صائق (املندفع) يف �صخ�صيات الب�صر قد تقود اإىل اإ�صعاف الثقة بالنف�ش، وال�صبب‬
‫يعود اإىل اأن الندفاع يخلق مفاجاآت جتعل جانب �صخ�صية موظف البنك (احلري�ش)‬
‫م�صلولة ومعطلة، في�صبح الإن�صان يعمل ب�صخ�صية واحدة ت�صعف خياله و ُبعد نظره وقدرته‬
‫على التكيف. لذا فعدم القدرة على مواجهة املفاجاآت هي اإحدى ال�صمات التي يتمتع بها‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                           ‫451‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

                                 ‫قليلو الثقة بالنف�ش، وتعدد حوادثها يزيد من تفاقم امل�صكلة.‬
‫6. فمثال قد يقود اإن�صان �صيارته يف �صارع ل يعرف اأنه ق�صري جد ًا، ونهايته غري الظاهرة تخفي‬
                                                                                          ‫ً‬
‫وراءها ا�صتدارة حادة. هناك نهايتان لهذه الق�صة فاإذا كانت ال�صخ�صية التي تقود ال�صيارة‬
‫متثل �صخ�صية ال�صائق (املندفع) املندفع فاإنه حتم ًا�صيواجه حادث ًا اأو �صي�صطر اإىل ا�صتعمال‬
‫الفرامل بقوة وعنف، اأما اإذا هيمنت �صخ�صية موظف البنك (احلري�ش) على ال�صائق‬
‫ف�صوف يتعامل مع هذه املفاجاأة بحكمة وي�صتدير بهدوء دون اأية �صجة. املفاجاأة ومواجهتها‬
                         ‫مهارة اأ�صا�صية لرفع الثقة بالنف�ش لأنها متثل توازن ًا يف ال�صخ�صية.‬
‫7. العودة اإىل الطبيعة والعي�ش الهادئ والتاأمل ي�صمح بتطوير القوة ال�صعورية لالإن�صان لتح�ص�ش‬
‫احلر�ش والندفاع وبالتايل انتقاء خياراته بحرية وعناية، لأن الطبيعة هي تركيبة احلر�ش‬
                                                                                      ‫والإندفاع.‬
‫8. ما مل ت�صتطع جميع الن�صاء اإعطاءك اإياه، امراأة واحدة فقط اأحيان ًا ت�صتطيع، هذه هي فكرة‬
‫حرية الختيار النابعة من موازنة احلر�ش والندفاع وهي اأن تعي�ش ل�صالح ق�صية مركزية‬
‫�صامية واحدة فقط حتتاجها، اأنت تعي�ش على اأ�صا�ش ماذا حتتاج (احلر�ش والندفاع) ولي�ش‬
                                                           ‫على اأ�صا�ش ماذا تريد (الندفاع).‬
‫9. خيار املراأة املوؤقتة يف حياة الرجل يقدم له القليل، ابحث عن املراأة العاقلة التي توازن بني‬
‫احلر�ش والندفاع لأنها تقدم لك ال�صعور بالنجاح وتعطيك م�صتوى جديد ًا من الإميان‬
                  ‫بالذات والنف�ش فذلك به اأكرث من جمرد امتالك امراأة، اإنه خيار احلياة.‬
‫01.ابحث عن الدفء يف العالقة مع الآخرين، اإبحث عن عالقة �صخ�صية عميقة وحميمة معهم‬
                              ‫فهم يوفرون لك حلبة �صباق لتجرب وتتعلم احلر�ش والندفاع.‬
‫11.ابحث عن املعنى يف احلياة وا�صتمتع فذلك يح�صن من اختياراتك، ك�صائق ال�صيارات الدافئ.‬
‫21. اخلوف واإرادة الفوز حت�صمهما حريتك يف الختيار بني (احلر�ش والندفاع)، ا�صتعمل‬
                                                                              ‫احلقائق دائم ًا.‬
‫31. حلظة الختيار يف احلياة هي اأجمل حلظات حياتنا لأنها تعطينا املتعة الناجتة من‬
                                                                 ‫موازنة احلر�ش والندفاع.‬

‫551‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                                ‫رّ‬

               ‫يف م�صاحمة الذات والآخرين توا�صل احلب وال�صداقة و�صعور بالأمان دائماً‬
‫1. عدم القدرة على التعبري عن احلب واأخذه نابع من اعتقاد هذا ال�صخ�ش اأو ذاك اأنه قد قام‬
‫يف يوم ما بعمل غري حمبب يف م�صرية حياته، وهذا التقييم اأو ال�صعور قد يكون �صادر ًا من‬
‫قبله اأو نابع ًا من قبل الآخرين. اإنّ م�صاعر عدم الر�صا هذه عن الذات لقادرة على اإ�صعافها،‬
‫وال�صبب يعود اإىل اأن هذا ال�صخ�ش يعي�ش حالة رف�ش لنف�صه من حيث املبداأ معتقد ًا اأنه‬
‫لي�ش اأهال ملنح اأو اأخذ احلب والتقدير. اإن هذا ال�صخ�ش الذي يخاف احلب يخاف املبادرة‬  ‫ً‬
‫والإقدام، فهو �صخ�ش جبان من الداخل ل يحتمل اأن يتعر�ش لرف�ش من اآخر يذكره بذاك‬
‫العمل «غري املحبب» الذي قام به �صابق ًا، لذا جتده ي�صري بدون اأي معنى وبدون اأية اآفاق‬
        ‫ملبادرة ما فيبقى مكبوت ًا وم�صدود ًا خائف ًا من اإظهار م�صاعر �صعفه لنف�صه اأو لالآخرين.‬
‫2. عند مواجهتك اأحيان ًا مل�صكلة كبرية، تبداأ �صورة غريبة يف الت�صكل، تظهرك وكاأنك تواجه‬
‫وح�ص ًا �صخم ًا غائم املالمح، ل تعرف كيف �صتواجهه. تع ّلم ال�صتفادة من هذا النوع من‬
                                                                              ‫َ‬
‫املواجهات وتذكر عواطفه فهو عبارة عن جتربة �صعورية مثل جتربة احلب، ا�صتغرقت كل‬
‫حوا�صك ونبهتها اإىل �صرورة املبادرة والإقدام واإزالة كل اأ�صباب الكبت. تاأكد اأن هذه جتربة‬
‫�صتبني لك لحق ًا �صخ�صية وكيان ًا ذا مالمح اأقوى واأكرث حب ًا وثقة، فالنت�صار على امل�صكلة‬
‫والأعمال غري املحببة لك يراد له م�صتوى اأعلى يف التفكري من حجم امل�صكلة نف�صها، واحلب‬
          ‫هو التفوق الداخلي على الآخر الذي ت�صبب لك بامل�صكلة من هنا كان احلب �صجاعة.‬
‫3. املراهقة اجلائعة الناجتة من احلرمان الأول للحب جتعل الإن�صان بعيد ًا عن معرفة حاجاته‬
‫احلقيقية وم�صت�صلم ًا لنزواته وبالتايل �صعيف ًا يف العطاء، حمتال موقع ًا تعوي�صي ًا دائم الأخذ‬
                               ‫ً‬
                                          ‫ً‬
‫لذاته لإرواء نزواته التي ل ترتوي. هذا الو�صع عادة ما يكون هو امل�صبب الرئي�صي للعالقات‬
‫العابرة غري امللتزمة. اإن وعينا واإدراكنا لهذه امل�صاألة ومواجهتها ينقلنا اإىل موقع تعلم‬
                                 ‫�صجاعة العطاء، الذي يعلمنا احلب والإقدام، فاحلب �صجاعة.‬
‫4. لذا فاإن حب الزوجات ينعك�ش على حب الأطفال، ما يقوي عودهم ويبني ثقتهم يف اأنف�صهم،‬
‫وي�صكل لهم روؤية تن�صط درجة وعيهم لذاتهم وحميطهم وتزيد من حتفيزهم لمتالك‬
                                                                     ‫الإرادة للتغيري والتجديد.‬
‫5. املرونة والتاأقلم وقبول الآخر والليربالية والدميقراطية والتعاي�ش هي ممار�صات للحب‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                            ‫651‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫الجتماعي، لذا فهي تفتح الفر�ش والآفاق وتعزز قوة الإرادة الإن�صانية، وهذا ال�صيء يعزز‬
                           ‫ال�صعور باحلب املتكافل الذي مينحنا القوة والأمان الإجتماعي.‬
‫6. احلب يقدم املعاين ملفاهيم مثل الإخال�ش واللتزام والقيم، فاحلب يف تاألقه هو ما تقدمه‬
‫خارج عاملك واحتياجاتك الذاتية، لذا فهو مينح اأ�صحابه روح ال�صجاعة وال�صهامة والت�صحية‬
‫لالآخرين. لأن احلب ي�صتدعي احلب وما يعوزه هو التبادل فقط، فتجده يخلق الثقة ويزيل‬
‫اخلوف. ولأن احلب هو حب �صقيق الروح الذي مينح الثقة، وهو حب الآخر يف داخلنا، لذا‬
‫فهو مينعنا من التنازل عن اإنتاجيتنا وخططنا ب�صهولة. فهو احلب الذي يقدم لنا ثقافة‬
                                            ‫الإبداع والتخطيط للنجاح يف العمل واملثابرة.‬
            ‫يف احلب مع الزمالء واالأ�سدقاء .. مهارات ات�سالية مهمة يف احلياة اليومية،‬
                                                           ‫1. ات�صل بهم فقط لتقل لهم �صالم ًا.‬
                                                          ‫2. ل تياأ�ش منهم لكي ل يياأ�صوا منك.‬
          ‫3. انظر اإليهم ب�صكل متكامل، حتى الأ�صياء التي ل حتبها فيهم، اقبلها ول توافق عليها.‬
                                                                      ‫4. �صاحمهم على اأخطائهم.‬
                                                                         ‫5. اأعطهم بدون �صروط.‬
                                                                        ‫6. �صاعدهم وقدم الدعم.‬
                                             ‫7. اعرف اأنك م�صتمتع مبجرد اأن تكون ب�صحبتهم.‬
                                                                     ‫8. اجعلهم قريبني من قلبك.‬
                                            ‫9. فهم يحبونك ل�صخ�صك ومن تكون لنف�صك ولهم.‬
                                               ‫01. اأحدث الفرق يف حياتهم، حاول اأن تطورها.‬
                                                                         ‫11. ل حتكم عليهم اأبد ًا.‬
                                                              ‫21. ارفع معنوياتهم، لريفعوها لك.‬
                                                          ‫31. بدِّ د خماوفهم ليبدِّ دوا خماوفك.‬
                                        ‫41. قل عنهم اأ�صياء جميلة، ليقولوا عنك اأ�صياء جميلة.‬

‫751‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                              ‫رّ‬

                                   ‫51. تاأكد اأنهم �صيقولون لك احلقيقة عندما تود �صماعها.‬
                                              ‫61. لكي يتفهموك ويقدروك، تفهمهم وقدرهم.‬
                                                   ‫ّ‬
                                                     ‫71. لكي ي�صريوا بجانبك، �صر بجانبهم.‬
                                ‫81. دعهم ي�صرحون لك الأ�صياء التي ل تفهمها، اأو ل تدركها.‬
                                         ‫91. دعهم ي�صرخون لتنبيهك عندما ل تود ال�صمع.‬
                                                 ‫02. دعهم يعملون على اإرجاعك اإىل الواقع.‬

        ‫ل حتاول اأن تكون ما هو ل�صت اأنت .. ل حتاول خداع نف�صك والآخرين بغالف احلب‬
‫ل حتاول خداع النا�ش باأنك حتبهم وتعمل مل�صلحتهم، وباأنك �صهيدهم، لأنك �صوف تخدعهم‬
‫وتخدع نف�صك اخلديعة الكربى، هذه حماولت لقن�ش اأهدافك ونواياك ال�صخ�صية. هذه‬
‫الغطر�صة والعجرفة هما نتاج ل�صعور ال�صحية ونق�ش احلب وتعبري عن حياة خيالية وهمية‬
‫جتعلك تنعطف بغباء عند كل ا�صتدارة م�صببة لك غيبوبة داخلية تبعدك عن روؤية الأ�صياء‬
                                                                           ‫بو�صوح.‬
‫نق�ش الطموح ينبع من نق�ش احلب، وهو نابع من عدم قدرة ذلك ال�صخ�ش اأو ذاك على‬
‫اإر�صاء حاجات نف�صه بالأ�صياء احلقيقية التي يجب اأن تعني له الكثري. هنالك من يح�ش باأن‬
‫عي�ش احلياة �صكليات ل ت�صتحق هذا العناء واجلهد الكبري. هذه النظرة واملوقف ال�صطحي يجرب‬
                                                                 ‫ّ‬
‫اأ�صحابه مع الوقت على ال يكونوا هم على طبيعتهم وذلك با�صتعمال كلمة ل لأنف�صهم، فتبداأ‬
 ‫الكثري من احتياجاتهم غري امل�صبعة بالدخول اإىل منطقة الكبت (الغرفة ال�صوداء). امل�صكلة‬
 ‫هنا اأن هذا النوع من الرف�ش الذاتي والإنكار على الذات احتياجاتها (ب�صبب ال�صكليات)‬
 ‫يت�صبب يف ت�صرفات حمقاء، لأن هذه الالءات قد اأرهقت هذا الإن�صان بحيث تعب وا�صت�صلم‬
 ‫لالءات الآخرين. احلياة فعل واع ٍ ، والإنكار على الذات احتياجاتها ذات املعنى يت�صبب يف‬
‫اللجوء اإىل اأ�صاليب تخدع النا�صب وبال معنى وجوهر لإر�صائها. لذا فاإذا عانت م�صاعرك من‬
‫ال�صعور بالإحباط ونق�ش الطموح، فهذا حتم ًا نابع من عدم القدرة على اإر�صاء نف�صك والتحبب‬
                            ‫لها بتلبية الأ�صياء التي تعني لك الكثري من ناحية املعنى واجلوهر.‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                          ‫851‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                           ‫رّ‬

‫اإنّ عملية التدقيق الداخلي للذات واإحتياجاتها العميقة واإيجاد جوهرها، هو عمل جاد‬
‫لتن�صيطها، حاول اأن ت�صع يدك على ذلك الحتياج اجلوهري وال�صخ�ش الذي تود اأن تعي�ش معه‬
‫بقية عمرك، لأن به ك�صر ًا لالعتقاد مبا كنت عليه، وحماولة جادة للتفوق على النف�ش، لأن اأكرث‬
                                        ‫ً‬
‫ما ي�صتنزف طاقة الإن�صان هو لعب دور مر�صوم له بدل من اأن يكون جوهر ذاته ونف�صه لأن قيمة‬
‫الأ�صياء كلها تذبل اإل قيمة جوهرك وقيمة اأفكارك. هذا هو الربط بني جوهر ذاتك والعامل،‬
‫لأنه ي�صعك على ات�صال قريب من ذاتك والعامل املحيط بك، فت�صبح اأكرث حب ًا واإن�صانية. ل‬
‫اأحد ي�صتطيع اأن يجعلك مرتبك ًا اإل اإذا قبلت اأنت بذلك، فاأنت ل�صت يف مناف�صة عاملية، اأنت يف‬
‫مناف�صة مع ذاتك لتحقيق ذاتك. من هنا ينبع الت�صميم والإرادة التي هي من منتجات روؤيتك‬
                                            ‫للجودة ال�صخ�صية التي يجب اأن نرتقي بها دائم ًا.‬

                                        ‫عندما تكون اأ�صي الالمبالة واملبالغة يف الثقة بالنف�س ....‬
                                                    ‫معاناة اأخطر من الإقدام على املخاطرة بعينها‬
‫العامل ل يريدك اأن تعمل الأمواج فقط، بل يريدك اأن جتد موقعك املنا�صب على خارطة‬
‫اأكرب منتبه ًا ل�صارات هذه اخلارطة التي �صوف تناديك يف اأي حلظة لعمل الأمواج عليها. لذا‬
‫فممار�صة الالمبالة والرهان على الأوهام من �صاأنه اإخفاء الفر�ش من اأمامك. �صوف تعيق‬
        ‫الالمبالة حركتك وت�صل قدرتك يف املبادرة لأخذ مكانك ومكانتك املنا�صبة يف احلياة.‬
‫اإن معرفة ذاتك من خالل مبادئك و�صمريك والتعرف على موا�صفاتها وقبولها وال�صعي‬
‫لتطويرها هو تطوير لروؤيتك الذي هو طريق التخل�ش من الالمبالة، واإل اأوقعت نف�صك �صحية‬
‫العامل الذي ح�صب اعتقادك مل «يبال بك»، نا�صي ًا اأن العامل قد عاملك بنف�ش الطريقة التي‬
                                                     ‫ِ‬
                                                                           ‫عاملته بها.‬
‫فالبكاء من �صعور اأنك �صحية، وباأنك ل ت�صتاأهل اأن تعامل بهذه الطريقة امل�صينة اأو تلك هي‬
‫طاقة مهدورة كان عليك ا�صتغاللها ملعرفة ذاتك وقبولها لتطويرها لتبيان روؤيتك. اأنت امل�صوؤول‬
‫عن عدم اإيجاد موقعك املنا�صب على اخلارطة الأكرب لواقعك ومفاجاأة ذاتك مبا هو ل�صت اأنت،‬
                                       ‫اإذ ًا اأنت امل�صوؤول عن ا�صترياد اأ�صياء وقعت اأنت اأ�صريها.‬
‫اأنت من تخليت عن روؤيتك وخطة تقدمك الأوىل، ل بل قمت بالتاآمر عليها، واأغريت نف�صك لبيعها‬

‫951‬                                       ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬
                                                                                                 ‫رّ‬

       ‫واخرتت دور ًا مر�صوم ًا لك لالإيقاع بك بدل من العي�ش باإخال�ش ملا اأنت حقيقة من تكون.‬
                                                  ‫ً‬
‫اإن الفرق بني الإن�صان واحليوان هو وجود الإبهام وقدرته على اإدراك الأ�صباب، بعد كل هذا‬
‫الوقت ماذا كنت تعمل باإبهامك؟ ت�صعه كالأطفال يف فمك عاجز ًا عن روؤية متيزك املر�صوم‬
‫فيه. هناك اأ�صبع من قب�صتك يتهم ويوؤ�صر على كل اأ�صباب عذاباتك، لكن تذكر اأن الأ�صابع‬
                                               ‫الأخرى امل�صدودة داخل كفك توؤ�صر عليك.‬
‫اإن العجز الذي مار�صته والناجت عن �صعف يف روؤيتك بعدم الإميان بالب�صر، وبتميزهم، وفرادتهم،‬
‫وكيانهم، كان �صبب ًا مل ميكنك من روؤية متيزك وفرادتك و�صفاتك احلميدة، وبالتايل من روؤية‬
‫متيز الآخرين حيث بحثت يف �صلبياتهم ونقاط �صعفهم فقط كما حاولت اأي�ص ًا جاهد ًا التقليل‬
‫من �صاأنهم مما اأدى اإىل ارتدادهم عليك واأوقعك م�صت�صلم ًا لتقييمهم وخياراتهم وم�صتلب ًا‬
                                                                           ‫حلكمهم عليك.‬
‫اأن تختار العي�ش برد فعل وهام�صية يعني اأنك فقدت الروؤية لنك فقدت مرجعية الحتكام‬
                                                                              ‫ّ‬
‫للمبادئ الإن�صانية والعي�ش بن�صاط اإن�صجام ًا مع جوهر ذاتك والإميان مبقدراتها. اإرادتك من‬
‫الداخل قد �صعفت، لأن الداخل قد جعلك اأ�صري ًا وتابع ًا حلكم الآخرين، حيث اأ�صبحت خياراتك‬
‫مبنية على حتكم الآخرين بها يف اإيجاد ما ينا�صبها. مل يكن مطلوب ًا منك اأن تكون جنم ًا اأو قائد ًا‬
‫ترتبع على م�صرح العاملية، بل كان املطلوب منك اأن تكون جنم ًا لذاتك. يجب اأن تعي�ش لتفعل،‬
‫لتك�صب، لتنت�صر، يكفي تربير ًا للهزائم التي ت�صعك يف حمك �صعب. عندما ت�صاألك النا�ش:‬
‫من اأنت؟ جتد نف�صك م�صطر ًا لالإجابة بت�صمية املراكز والأعمال والوظائف التي متار�صها‬
‫اأو مار�صتها، عاجز ًا عن التحدث اإليهم بتطلعات اأفكارك والر�صالة والإجنازات التي ت�صعى‬
                    ‫لتحقيقها، فجوهر الذات هو تعبري عن بحثك ودورك يف احلياة وملا ت�صعى له.‬

                                ‫اللحظات الرائعة هي التي تعيد و�صلنا بجوهر ذاتنا ... كيف؟‬
‫تذكر اللحظات الرائعة يف احلياة التي انق�صت من دون اأن ت�صعر اأو حت�ش بالوقت! هذه اللحظات‬
‫متتعت بقوة ا�صتحواذها على كل تفكريك وتركيزك واأحا�صي�صك وم�صاعرك، وبالتايل وجهت‬
‫طاقتك باجتاه واحد ومكثف. هذه اللحظة الرائعة هي ما يطلق عليها باللحظة ال�صعورية، هي‬
‫حلظة اإبداعية ا�صتنه�صت جوهرك الإن�صاين، وكفاءتك وموا�صفاتك ال�صخ�صية. تذكر اآخر مرة‬

‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬                                                                             ‫061‬
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني
سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني

Contenu connexe

Tendances

الذكاء الوجداني Slide Show
الذكاء الوجداني  Slide Showالذكاء الوجداني  Slide Show
الذكاء الوجداني Slide ShowHassanalfardan
 
Emotional intelligence
Emotional intelligenceEmotional intelligence
Emotional intelligencemenwar
 
عرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعيعرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعيHeba Abouelnile
 
نظرية الذكاءات المتعددة
نظرية الذكاءات المتعددةنظرية الذكاءات المتعددة
نظرية الذكاءات المتعددةBdr Ali
 
دورنا في الحياة وانواع الشخصيات
دورنا في الحياة وانواع الشخصيات دورنا في الحياة وانواع الشخصيات
دورنا في الحياة وانواع الشخصيات Kohinour Osman
 
المطالعة و النصوص للصف الاول المتوسط
المطالعة و النصوص للصف الاول المتوسطالمطالعة و النصوص للصف الاول المتوسط
المطالعة و النصوص للصف الاول المتوسطAyad Haris Beden
 
تحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليل
تحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليلتحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليل
تحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليلguestbfd7302
 
المطالعة والنصوص للصف الثاني متوسط
المطالعة والنصوص للصف الثاني متوسطالمطالعة والنصوص للصف الثاني متوسط
المطالعة والنصوص للصف الثاني متوسطAyad Haris Beden
 
مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن وادي
مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن واديمقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن وادي
مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن واديA. M. Wadi Qualitytcourse
 
الذكاء الروحي - واحد من أربعة
الذكاء الروحي - واحد من أربعةالذكاء الروحي - واحد من أربعة
الذكاء الروحي - واحد من أربعةMohammadSeiffiddineH
 
التدريس وفق الذكاآت المتعددة
التدريس وفق الذكاآت المتعددةالتدريس وفق الذكاآت المتعددة
التدريس وفق الذكاآت المتعددةHassan Al-debany
 
المناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبة
المناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبةالمناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبة
المناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبةAbdullah Radwan
 
Emotional int.
Emotional int.Emotional int.
Emotional int.karoom1974
 
البرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبيةالبرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبيةOURAHOU Mohamed
 
التعامل مع المشاعر
التعامل مع المشاعرالتعامل مع المشاعر
التعامل مع المشاعرHessah Al-hashash
 
رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد فن التعامل مع...
 رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد  فن التعامل مع... رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد  فن التعامل مع...
رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد فن التعامل مع...Dr Mohamed Gharib
 

Tendances (20)

الذكاء الوجداني Slide Show
الذكاء الوجداني  Slide Showالذكاء الوجداني  Slide Show
الذكاء الوجداني Slide Show
 
Emotional intelligence
Emotional intelligenceEmotional intelligence
Emotional intelligence
 
عرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعيعرض الذكاء الاجتماعي
عرض الذكاء الاجتماعي
 
نظرية الذكاءات المتعددة
نظرية الذكاءات المتعددةنظرية الذكاءات المتعددة
نظرية الذكاءات المتعددة
 
دورنا في الحياة وانواع الشخصيات
دورنا في الحياة وانواع الشخصيات دورنا في الحياة وانواع الشخصيات
دورنا في الحياة وانواع الشخصيات
 
المطالعة و النصوص للصف الاول المتوسط
المطالعة و النصوص للصف الاول المتوسطالمطالعة و النصوص للصف الاول المتوسط
المطالعة و النصوص للصف الاول المتوسط
 
تحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليل
تحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليلتحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليل
تحليل الشخصيات وفن التعامل فى التحليل
 
المطالعة والنصوص للصف الثاني متوسط
المطالعة والنصوص للصف الثاني متوسطالمطالعة والنصوص للصف الثاني متوسط
المطالعة والنصوص للصف الثاني متوسط
 
مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن وادي
مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن واديمقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن وادي
مقدمة في البرمجة اللغوية العصبية - د. م/ عبدالرحمن وادي
 
596
596596
596
 
الذكاء الروحي - واحد من أربعة
الذكاء الروحي - واحد من أربعةالذكاء الروحي - واحد من أربعة
الذكاء الروحي - واحد من أربعة
 
التدريس وفق الذكاآت المتعددة
التدريس وفق الذكاآت المتعددةالتدريس وفق الذكاآت المتعددة
التدريس وفق الذكاآت المتعددة
 
Intelligence emotionnelle
Intelligence emotionnelleIntelligence emotionnelle
Intelligence emotionnelle
 
المناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبة
المناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبةالمناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبة
المناهج وتمنية الذكاء العاطفي لدى الطلبة
 
Emotional int.
Emotional int.Emotional int.
Emotional int.
 
البرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبيةالبرمجة اللغوية العصبية
البرمجة اللغوية العصبية
 
التعامل مع المشاعر
التعامل مع المشاعرالتعامل مع المشاعر
التعامل مع المشاعر
 
الذكاء الإبداعي
الذكاء الإبداعيالذكاء الإبداعي
الذكاء الإبداعي
 
رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد فن التعامل مع...
 رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد  فن التعامل مع... رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد  فن التعامل مع...
رئيس وحدة التنمية البشرية - عمادة خدمة المجتمع - ج الملك خالد فن التعامل مع...
 
Introduction to eq arabic
Introduction to eq arabic  Introduction to eq arabic
Introduction to eq arabic
 

Similaire à سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني

فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول Mohammad Kettani
 
الاتصال غير الكلامي 5
الاتصال غير الكلامي 5الاتصال غير الكلامي 5
الاتصال غير الكلامي 5todary
 
الاتصال غير الكلامي
الاتصال غير الكلاميالاتصال غير الكلامي
الاتصال غير الكلاميfalsolamy
 
The 7 habits of highly effective people
The 7 habits of highly effective peopleThe 7 habits of highly effective people
The 7 habits of highly effective peopleAhmad Alzbeidat
 
ملف انجاز
ملف انجازملف انجاز
ملف انجازfile2017
 
مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014
مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014
مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014Hia Magazine - مجلة هي
 
Excellent Leadership Personality
Excellent Leadership PersonalityExcellent Leadership Personality
Excellent Leadership PersonalityIraqHopeCom
 
ملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمع
ملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمعملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمع
ملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمعJamal Al-Dabal
 
Chapter3 110131143415-phpapp01
Chapter3 110131143415-phpapp01Chapter3 110131143415-phpapp01
Chapter3 110131143415-phpapp01Karima Naji
 
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيمعلم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيمDavid Tallat Ibrahim Wasef
 
Book reading skills مهارات في قراءه الكتب
Book reading skills مهارات في قراءه الكتبBook reading skills مهارات في قراءه الكتب
Book reading skills مهارات في قراءه الكتبArab International Academy
 
كيف تصل الى النجاح
كيف تصل الى النجاحكيف تصل الى النجاح
كيف تصل الى النجاحMostafa Elgamala
 
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسدفن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسدGreenLife1978
 
حقيبة الجودة الشخصية.pdf
حقيبة الجودة الشخصية.pdfحقيبة الجودة الشخصية.pdf
حقيبة الجودة الشخصية.pdfmohamedezat33
 

Similaire à سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني (20)

فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول فلسفة التكوين  الفكري  د. نبيل طعمة -الجزء الأول
فلسفة التكوين الفكري د. نبيل طعمة -الجزء الأول
 
516 (1)
516 (1)516 (1)
516 (1)
 
علم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوطعلم نفس الشخصية اسيوط
علم نفس الشخصية اسيوط
 
الاتصال غير الكلامي 5
الاتصال غير الكلامي 5الاتصال غير الكلامي 5
الاتصال غير الكلامي 5
 
الاتصال غير الكلامي
الاتصال غير الكلاميالاتصال غير الكلامي
الاتصال غير الكلامي
 
The 7 habits of highly effective people
The 7 habits of highly effective peopleThe 7 habits of highly effective people
The 7 habits of highly effective people
 
bayynat205
bayynat205bayynat205
bayynat205
 
إدارة الذات
إدارة الذاتإدارة الذات
إدارة الذات
 
ملف انجاز
ملف انجازملف انجاز
ملف انجاز
 
مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014
مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014
مجلة هي - العدد 240 - فبراير 2014
 
Excellent Leadership Personality
Excellent Leadership PersonalityExcellent Leadership Personality
Excellent Leadership Personality
 
منهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.com
منهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.comمنهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.com
منهجية التغير و تطوير الدات par www.lfaculte.com
 
ملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمع
ملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمعملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمع
ملخص تغريدات المشاركات في دورة تكون متميزة ومؤثرة في المجتمع
 
Chapter3 110131143415-phpapp01
Chapter3 110131143415-phpapp01Chapter3 110131143415-phpapp01
Chapter3 110131143415-phpapp01
 
ما زال الحلم مستمرًا
ما زال الحلم مستمرًاما زال الحلم مستمرًا
ما زال الحلم مستمرًا
 
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيمعلم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
علم نفس الشخصية د / نصر إبراهيم
 
Book reading skills مهارات في قراءه الكتب
Book reading skills مهارات في قراءه الكتبBook reading skills مهارات في قراءه الكتب
Book reading skills مهارات في قراءه الكتب
 
كيف تصل الى النجاح
كيف تصل الى النجاحكيف تصل الى النجاح
كيف تصل الى النجاح
 
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسدفن الاتصال وفهم الآخر   لغة الجسد
فن الاتصال وفهم الآخر لغة الجسد
 
حقيبة الجودة الشخصية.pdf
حقيبة الجودة الشخصية.pdfحقيبة الجودة الشخصية.pdf
حقيبة الجودة الشخصية.pdf
 

Dernier

(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...
(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...
(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...belalabdelmoniem1
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...MaymonSalim
 
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptxDIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptxMartin M Flynn
 
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptالفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptNaeema18
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليneamam383
 
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptxإسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptxssusere01cf5
 
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...MaymonSalim
 
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماءفي قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماءneamam383
 

Dernier (8)

(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...
(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...
(بلال عبد المنعم شفيق-الفرقة الثالثة - شعبة عام لغة عربية - كلية التربية بقنا...
 
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
الكامل في اتفاق الصحابة والأئمة أن من لم يؤمن بمحمد رسول الله فهو كافر مشرك و...
 
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptxDIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
DIGNITAS INFINITA - كرامة الإنسان. إعلان دائرة عقيدة الإيمان.pptx
 
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .pptالفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
الفعل الصحيح والفعل المعتل ونواعه لفيف نقص .ppt
 
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهليأنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
أنواع الحياة والاغراض الشعرية في العصر الجاهلي
 
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptxإسنــــاد الأفعال.    إلى الضمائر.pptx
إسنــــاد الأفعال. إلى الضمائر.pptx
 
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
الكامل في إثبات أن حديث اذهبوا فأنتم الطلقاء حديث آحاد مختلف فيه بين ضعيف ومت...
 
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماءفي قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
في قضية اللفظ والمعني والبعض من آراء العلماء
 

سحر الشخصية و فروسية الذات : ألفصل الثاني

  • 1. ‫الف�صل الثاين‬ ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫131‬ ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
  • 2. ‫انه�ض‬ ‫ففي ال�سماء جنمك وعلى خدك‬ ‫يف نف�سك وعلى كفك �سحرك‬ ‫انظر مع �سم�سك‬ ‫لرتى قامتك وظلك‬ ‫انه�ض‬ ‫وال ت�ست�سلم يف كهفك‬ ‫الأن فيه العنكبوت وظلمك‬ ‫231‬
  • 3. ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫مقدمة الف�سـل الث ــاين‬ ‫يف املبادئ االإن�سانية والتوا�سل ال�سفاف والعمل اجلماعي اإحياء وتفعيل لل�سمري‬ ‫يف ال�ضمري:‬ ‫ً‬ ‫تتجدد الذات و�سفافيتها، حيث تنك�سف كل االحتماالت، فريتقي البحث، وال�سوؤال و�سوال للنقاء.‬ ‫يف ال�سمري �سكينة الروح ومالذ حياة االإن�سان الر�سني‬ ‫يف املبادئ:‬ ‫ينعك�ض لون ال�سماء وعمق املحيطات، ولون الن�سوج والعمق، لون وذكريات الطفولة. يف املبادئ كل‬ ‫الروحانيات التي تبث االأمل، والثبات وعبق ال�سفاء. يف املبادئ امتالء الأح�ساء ال�سمري‬ ‫يف ال�ضمري واملبادئ:‬ ‫توليفة ت�سع النقاء، ومتنح تاأثري الطهاره وتفتح الروح‬ ‫331‬ ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
  • 5. ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫يف املبادئ االإن�سانية واإحياء ال�سمري:‬ ‫يف القيم االإن�سانية ، والتوا�سل ال�سفاف ، والعمل اجلماعي‬ ‫اأثرت التغيريات الجتماعية وال�صيا�صية والقت�صادية يف عاملنا على منو اأفرادنا �صلب ًا،‬ ‫حيث قادتهم تلك التغيريات اإىل ال�صلبية، والالمبالة واأحيان ًا اإىل التطرف، ال�صيء الذي‬ ‫مل يحقق اإل زيادة هام�صية دور ال�صباب يف تنمية جمتمعاتهم.‬ ‫هذا اجلو العام وهذه البيئة املرتبكة اأ�صهمت يف اإ�صعاف قدرة ال�صباب على التحدث بلغة‬ ‫البالغني املنتجني، والنا�صجني املنت�صرين . فنجاحاتهم قد �صرقها الإحباط العام واأحبطهم‬ ‫بالتايل.‬ ‫لقد فقدت املفاهيم احلقيقية لل�صجاعة ال�صخ�صية معناها، واأ�صبح اخلوف والقلق هو ال�صائد،‬ ‫لقد �صاع احلا�صر دون فعل حقيقي، لأننا ول�صبب ما (رمبا انتظار املجهول) قررنا تاأجيل‬ ‫حياتنا احلالية للم�صتقبل، اأو اأننا ويف اأف�صل الأحوال قررنا اأن نعي�ش يف املا�صي.‬ ‫لقد عا�ش اأفرادنا ا�صتالب ًا كامال اأمام ال�صتهالك، واأ�صبح املظهر يطغى على امل�صمون ما‬ ‫ً‬ ‫اأحدث فراغ ًا داخلي ًا اأو�صلهم اإىل حالة من عدم الثقة بالنف�ش وعدم الثقة بالآخرين، فلم‬ ‫ي�صتطيعوا العمل بروح الفريق، ال�صيء الذي اأفقدهم روح التعاون والت�صامح، و�صادت روح‬ ‫الغرية واحل�صد واجل�صع، حيث غابت املبادئ و�صكت �صوت ال�صمري.‬ ‫انت�صرت النتهازية والتناف�ش التناحري القائم على ك�صر الآخر، و�صقط التناف�ش الإيجابي مع‬ ‫الذات القائم على حتقيق الطموح الداخلي، ومل يعد الإن�صان يتمتع بالطاقة الداخلية ملناف�صة‬ ‫قدراته لتطويرها والتفوق عليها.‬ ‫531‬ ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
  • 6. ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫ان�صلخت الذات عن الذات اإىل درجة النف�صام، فتبخرت روح قبول الذات والر�صا عنها،‬ ‫تطاير املعنى وذهبت قيمة الأ�صياء وزالت قيمة النف�ش، اأما احرتام الذات فقد اأ�صبح من‬ ‫املا�صي، واحرتام الآخرين اأ�صبح للمجاملة املوؤقتة فقط، ل يحمل اأي معنى اأو قيمة �صوى‬ ‫اخلوف من الآخر اأحيان ًا اأو اأنه م�صتلب ملركزه الجتماعي اأو قوته املالية اأحيان ًا اأخرى.‬ ‫اخلوف وعدم الطماأنينة الذي �صكن �صبابنا وردهم اإىل ذاتهم، �صاعدهم على ا�صتقبال كل‬ ‫ّ‬ ‫النك�صات التي حتدثنا عنها من دون مقاومة اأو حت�صني ، فاأ�صبحوا يطلقون الأحكام الواهمة‬ ‫على الأ�صياء والآخرين، و�صكنتهم النفعالية وعدم القدرة على �صبط عواطفهم ما اأف�صلهم يف‬ ‫مواجهة حتديات و�صعوبات احلياة. غابت عنهم روح التكيف وحتولوا اإىل عقول تفكر ب�صلبية،‬ ‫وكاأن التفكري الإيجابي اأ�صبح هو اخلطر الداهم متنا�صني اأنه تفكري احلرية يف الختيار.‬ ‫ّ‬ ‫ح ّلت النفعالية بدل العاطفة، وح ّلت الفظاظة بدل اجل�صارة وحل اجلنب مكان ال�صجاعة‬ ‫و�صاعت قيم الخاء وال�صهامة واملروءة، وا�صتبدلت بالفردية الرنج�صية املتقوقعة التي ل متلك‬ ‫اأي خمزون ح�صاري اإن�صاين حقيقي، هذا هو الت�صالح مع الهزمية ال�صخ�صية بعد اأن ف�صلت‬ ‫مقاومتها نتيجة خلواء النف�ش من الإرادة والعزمية.‬ ‫لقد ف�صل تطور اأفرادنا يف حتقيق اأي من درجات (هرم ما�صلو العظيم للحاجات الإن�صانية)،‬ ‫فال احلاجات الف�صيولوجية م�صبعة ول اأمن الروح م�صبع، واحلب مل يعد قائم ًا حيث ا�صتبدل‬ ‫بالأنانية والذاتية املعيقة للتطور. النتماء ذهب لال انتماء، ملاذا؟ للتميز فقط! اأما املعنويات‬ ‫فقد متثلت كلوروفيلي ًا. حتقيق الذات ب�صطحية اأ�صبح �صغلنا ال�صاغل، نريد اأن نحققه بجزئياته‬ ‫و�صكلياته، م�صتغربني م�صتهجنني اأحيان ًا من ف�صلنا يف اإجنازه، متنا�صني اأن عدم قدرتنا على‬ ‫حتقيق الذات �صببه عجزنا عن حتقيق املتطلبات واحلاجات الربع ال�صا�صية الوىل من هرم‬ ‫ما�صلو، احلاجات البيولوجية وحاجات الأمن الروحي واحلب والنتماء، معتقدين اأن ا�صتعجالنا‬ ‫وقفزنا عنها وحرق املراحل كفيل باإي�صالنا اإىل حتقيق الذات.‬ ‫اإننا نثقل �صبابنا مبفاهيم حتمل امل�صوؤولية وال�صتقاللية، من دون تقدمي معانيها احلقيقية،‬ ‫ّ‬ ‫فال�صتقاللية وحتمل امل�صوؤولية يف الأ�صا�ش عمل وقناعات داخلية يف النف�ش نابعة من الدور‬ ‫ّ‬ ‫الذي يختاره الإن�صان للعبه يف احلياة. فال�صتقاللية وحتمل امل�صوؤولية هما طريقة تفكري ورغبة‬ ‫وطموح بحاجة اإىل دعمهم بالروؤية والتحفيز. اإن تعلم مهارات احلياة والأداء ال�صخ�صي بقيت‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫631‬
  • 7. ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫ترتاوح يف اإطار العفوية، والتجريب والتقليد اإىل اأن و�صلت مرحلة هالمية ي�صعب ال�صيطرة‬ ‫عليها.‬ ‫نحن اأمة احلوار وفقدنا فن الكالم، ومل تعد �صدورنا تتحمل اأن ت�صمع اإل �صوت اأنينها وت�صيق‬ ‫ذرع ًا بكل ما تعتقد اأنه ل يعجبها، فاأ�صبحت م�صاألة قبول الطرف الآخر والتعاطف معه غري‬ ‫مطروحة يف اأطراف الوجدان.‬ ‫كل اأفراد الأمم وال�صعوب متر بهذه الإرها�صات ولكن هناك اأمم ًا تتدارك هذه امل�صائل وت�صعى‬ ‫حللها عن طريق التعليم املوجه للتطوير، وباأ�صكال خالقة ومبدعة يف التدريب والتاأهيل‬ ‫ملواكبة �صرعة تاآكل الأطراف الوجدانية لالإن�صان. اإنها ال�صيانة الدورية للذات التي مل ت�صاهم‬ ‫مدار�صنا، وجامعاتنا، و�صركاتنا، وموؤ�ص�صاتنا ونوادينا الريا�صية ول حتى و�صائل الإعالم املرئية‬ ‫وامل�صموعة من تعليمنا اإياها اإل با�صتثناءات ب�صيطة.‬ ‫وهذا الكتاب هو جزء ب�صيط من هذا الإ�صهام.‬ ‫اإحياء فرو�سية الذات العربية:‬ ‫هذا الكتاب فر�صة تتيح لالإن�صان النت�صار على معيقات التطور والتقدم ال�صخ�صي، واإعادة‬ ‫�صياغة مفاهيم مل يتقن الأفراد ا�صتعمالها، الأمر الذي اأدى اإىل اإهمالها واإطالق الأحكام على‬ ‫عدم جدواها وف�صلها.‬ ‫لقد علمتنا اجلامعات واملدار�ش والكليات واملجتمع اأ�صياء كثرية، واأغفلت اجلانب الأ�صا�صي‬ ‫يف تدريب اأفراد جمتمعنا وتاأهيلهم وت�صليحهم مبهارات احلياة ليت�صنى لهم مواجهتها بحكمة‬ ‫وعقالنية اأكرب.‬ ‫ومن اجلدير ذكره اأن املو�صوع قيد البحث يف هذا الكتاب نابع من تراث الفرو�صية العربي‬ ‫القدمي يف تطوير ال�صخ�صية ، حيث مل يقت�صر مفهوم الفرو�صية على اإتقان مهارة القتال وحمل‬ ‫ال�صيف، بقدر ما ارتكز على اإك�صاب الفار�ش مهارات يف اجلودة ال�صخ�صية ل توؤهله للحرب فقط‬ ‫بل لل�صلم اأي�ص ًا خلو�ش معركة احلياة يف الريادية والطليعية وروح املبادرة والتفاوؤل والتعامل مع‬ ‫الآخرين مبهارة، هذه هي املكونات ال�صا�صية لل�صجاعة وال�صهامة العربية ال�صيلة.‬ ‫731‬ ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
  • 8. ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫لذا فاإن هذا الكتاب موجه لتاأهيل الفرد العربي مبكونات الفار�ش بكل ما حتمل هذه الكلمة‬ ‫من معنى.‬ ‫يف ال�سمري عمق وحكمة... ويف املبادئ �سفافية وتوا�سل‬ ‫تبداأ رحلة البحث بهدف حتقيق اجلودة ال�صخ�صية ملهارات الت�صال من داخل الإن�صان،‬ ‫الرحلة اإىل الداخل متكننا من تطوير هويتنا ال�صخ�صية امل�صوؤولة عن جودة التوا�صل الإن�صاين،‬ ‫لياأتي الأداء الت�صايل اخلارجي مظهر ًا وغالف ًا منا�صب ًا لهذه اجلودة معطي ًا ال�صخ�صية بريق ًا‬ ‫موؤثر ًا يف قلب وعقل الآخرين. هذا هو الأ�صا�ش الذي ميكننا من تطوير البناء اخلارجي لالأداء‬ ‫ً‬ ‫الت�صايل الذي اإذا كان معزول عن البناء الت�صايل الداخلي تبخر يف الهواء.‬ ‫هناك عالقة اأحادية الجتاه بني البناءين الداخلي واخلارجي ملهارات الت�صال والتعامل مع‬ ‫الآخرين. النجاح الداخلي يف بناء اجلودة ال�صخ�صية الت�صالية يقودنا اإىل النجاح اخلارجي يف‬ ‫الأداء الت�صايل. ولكن العك�ش ليحدث، بل على النقي�ش فالن�صغال بالنجاح اخلارجي لالأداء‬ ‫الت�صايل وحده يعيق الإن�صان عن حتقيق النجاح الداخلي للجودة وتطوير الهوية ال�صخ�صية.‬ ‫الن�صغال بالنجاح اخلارجي لالأداء الت�صايل يقودنا اإىل تقليد اأداء �صخ�صية ات�صالية اأخرى،‬ ‫مندفعني يف �صبيل حتقيق ذلك اإىل درجة قد جتعلنا نبدو �صطحيني ومت�صنعني منجرين اإىل‬ ‫�صكليات �صرعان ما تفقد اأ�صالتها وجاذبيتها.‬ ‫تقوم خطة البحث والتطوير على حتقيق اجلودة الت�صالية وتطوير الهوية ال�صخ�صية (البناء‬ ‫الداخلي)، لتلتقي مع �صبل اجلودة الت�صالية اخلارجية (البناء اخلارجي)، وذلك كما يلي:‬ ‫1. حتديد م�صادر وانواع القوة الكامنة للهوية ال�صخ�صية وموا�صفاتها ونقاط �صعفها.‬ ‫2. اإظهار النمط اخلارجي لالأداء الت�صايل املتنا�صب مع منط الهوية ال�صخ�صية التي تتوافق‬ ‫مع هذه ال�صخ�صية او تلك، لأن ال�صكال اخلارجية لالأمناط الت�صالية املوجودة كثرية‬ ‫ول حدود لها، وميكن لل�صخ�صية اأن ت�صل طريقها وهي تبحث عنها، مما يفقدها الكفاءة‬ ‫الت�صالية املطلوبة.‬ ‫3. ا�صتخدام نقاط القوة الداخلية للهوية ال�صخ�صية لتحقيق النجاح اخلارجي لالأداء الت�صايل،‬ ‫للو�صول اإىل معنويات مرتفعة للذات، تعزز الثقة بالنف�ش، وتقدر الذات والآخرين.‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫831‬
  • 9. ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫4. الو�صول اإىل اأف�صل طرق اإدارة الذات عن طريق اإدارة ال�صحنات الإيجابية وال�صلبية‬ ‫للم�صاعر الإن�صانية، واملتمثلة يف القدرة على التحكم بالطاقةالداخلية لالإن�صان وتوجيهها‬ ‫نحو الأهداف ال�صحيحة.‬ ‫5. تفعيل حمرك ال�صحنات اليجابية للم�صاعر من خالل تزويده بوقود احلب واحلب املتبادل،‬ ‫واإ�صباع روؤيتنا ومواقفنا مبمار�صة ال�صلوك الودي اليجابي الذي يقود اإىل تعاطفنا مع‬ ‫الآخرين، وامتالك القدرة على و�صع انف�صنا مكانهم لتفهمهم ما يزيد ثقتنا يف اأنف�صنا‬ ‫وبالتايل بالآخرين.‬ ‫6. وعي القدرات ال�صخ�صية الذاتية واإمكاناتها بحيث ت�صفي حالة التزان والهادفية والثقة على‬ ‫اأعمالنا مما يخلق الإميان بالذات وبقدرتها على التقدم والتح�صن والتطور ومواكبة احلداثة.‬ ‫7. الو�صول اإىل مرحلة الن�صج والرتقاء با�صتخدام و�صائل وا�صرتاتيجيات احلياة، عن طريق‬ ‫تقوية النظرة امل�صتقبلية لها ولالأ�صياء املتحكمه بها والتي تعني الوعي بوجود البدائل دائم ًا،‬ ‫لأن الن�صوج الت�صايل يوفر ال�صتقاللية وحرية الختيار ول يعتمد على النتظار والقبول‬ ‫ال�صلبي لتحقق الأ�صياء.‬ ‫8. هذا ما يقود اإىل حتقيق الإرادة الر�صينة لالإن�صان، الإرادة تتاألق حينما تريد حتقيق �صيء‬ ‫بال اأدنى تردد و�صبابية، عندها فقط �صتجد اأن العامل �صيتحالف معك ل حمالة، لالإرادة‬ ‫قدرة مغناطي�صية �صحرية يف اجتذاب الآخرين والأ�صياء التي تريدها مبا فيهاالفر�ش التي‬ ‫ت�صعى لها.‬ ‫9. هذا النفتاح الذهني والنف�صي الذي توفره مهارات الت�صال لتحقيق اجلودة ال�صخ�صية‬ ‫يجعلنا اأكرث مهارة يف التعامل مع الف�صل والنكبات اإذا ما واجهتنا، ومينحنا قدرة التجدد‬ ‫والتطور و بناء النجاح و املحافظة عليه.‬ ‫هذا ما ي�صعى له كتابنا، الو�صول اإىل اأف�صل مراحل ال�صتمتاع باأنف�صنا واأ�صدقائنا، واأ�صرنا،‬ ‫وزمالئنا وحتى مع الآخرين الذين ل نعرفهم، هذه هي مهارات ال�صتمتاع مبا حققناه حتى الآن‬ ‫وتقديره مهما كان �صغري ًا، هذا ما ياأمل برناجمنا التدريبي حتقيقه لمتالك قدرة ال�صتمتاع‬ ‫بالعمل، وباملنزل، ومبا منلكه حتى هذه اللحظة يف حياتنا.‬ ‫931‬ ‫الف�صل الثاين: مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬
  • 10. 140
  • 11. ‫الف�صل الثاين‬ ‫مهارات الأداء ال�صخ�صي الرفيع‬ ‫الق�ضم الأول‬ ‫مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�ضانة ال�ضخ�ضية‬ ‫- مقالت ومفاهيم حمر�ضة-‬ ‫141‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 12. ‫انه�ض‬ ‫وابحر من حريتك نحو منارتك‬ ‫واقراأ يف الطريق ا�ساراتك‬ ‫حتى ال تلتب�ض عليك احياناً روؤيتك‬ ‫وال تلقي على احلظ انكفاء فرا�ستك‬ ‫فيتبخر اميانك وتذوي �سجاعتك‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫241‬
  • 13. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫عد، وا�سبه نف�سك من جديد‬ ‫يف عملية البحث عن الذات ل بد من الدخول اإىل اأعمق اأعماق النف�ش للبحث عن الذات‬ ‫الأ�صلية التي قد �صكلت كيانك واأعطتك هذا ال�صكل، وهو ما يطلق عليه مرحلة معرفة الذات‬ ‫الأ�صلية. العملية قد تكون �صهلة فما عليك اإل اأن تتذكر وتبحث عن اأف�صل اللحظات التي‬ ‫مررت بها يف حياتك والتي كنت يف حينها تتمتع ب�صعادة وامتالء وقناعة بذاتك اإىل درجة‬ ‫اأن القلق ب�صاأن امل�صتقبل كان م�صاألة ل ت�صكل لك اأي اإزعاج، فهو لي�ش منطقة جمهولة.‬ ‫هذه املرحلة و�صعتك يف م�صاف التح ّيـز (لنف�صك اأول ولالآخرين ثاني ًا) حيث كان هذا‬ ‫ً‬ ‫اجلانب يف �صخ�صيتك هو عبارة عن توليفة التقاء مميزاتك، مواهبك، نقاط قوتك، قدراتك،‬ ‫اهتماماتك، روؤيتك وحكمتك.‬ ‫لذا فاإن ذاتك الداخلية العميقة هي لي�صت نتاج عمل ق�صدي لك، بل كما قلنا عنها �صابق ًا هي‬ ‫نتاج للحظة وملرحلة و�صعتك على قمة ذاك املكان لرتى كل الحتمالت لذاتك.‬ ‫واإذا كانت هذه الأحداث اأو اللحظات هامة لك فخذها بجدية واأعطها اهتمامك الكايف، ول‬ ‫ترتك الآخرين مطلق ًا يحددون ذاتك (الأنت) بناء على الطريقة التي يرونها هم، فهم ل‬ ‫ً‬ ‫يعرفون حقيقة من اأنت وماهي جتاربك.‬ ‫لبد اأن ت�صع اأ�صبعك بكل اأمانة على الأوقات التي اتخذت بها قرارات هامة بو�صوح واإميان،‬ ‫واأن تتعرف على احلالة التي اأ�صبحت فيها بحالة من اجلنب يف اتخاذ قرار معني ومل تاأخذه‬ ‫ومتنيت لو ياأخذه اأحد اآخر عنك. هذه املراجعة هي الطريقة التي تتخل�ش فيها من م�صاعر قد‬ ‫341‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 14. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫ت�صاحبك دوم ًا يف اأنك �صخ�ش غري كامل الب�صرية متندر ًا اإذا كان عليك عمل �صيء خمتلف يف‬ ‫حياتك اأو تتخذ منحى متغري ًا يف م�صريتك.‬ ‫اإن ت�صخي�صك لهذه املراحل واللحظات التاريخية يف حياتك، واملتمثلة يف قراراتك احل�صا�صة،‬ ‫و�صخ�صياتك املحورية، �صتعرفك على من اأنت اليوم و�صتجد اأنك قد تاأثرت واأخذت خطوات‬ ‫كبرية يف اجتاه معرفة وفهم نف�صك، املهم هنا اأن تتحدى احلقائق ال�صخ�صية عن ذاتك وحتيا‬ ‫احلياة التي تكون بها حقيقي ًا «من اأنت حقيقة».‬ ‫ً‬ ‫هناك اأنا�ش ل يعرفون ماهية «احرتام اأو تقدير الذات» اأو قبول الذات لأنهم يبحثون عنها يف‬ ‫مناذج الآخرين طوال حياتهم (البحث عن م�صدر خارجي لتقدير الذات)، وهذا من �صاأنه‬ ‫اأن ي�صع احرتام اأو قبول الذات مبني ًا على مقايي�ش الآخرين اأو تركه يقا�ش فقط بالأ�صياء‬ ‫واملمتلكات، اإنَّ هذه الأزمة من �صاأنها خلق اإدمان، وخدران و�صراب واهم، يف داخل الإن�صان‬ ‫عن ذاته.‬ ‫معظمنا يواجه �صعوبات يف م�صاألة الختيار، لأننا مل نتعلم كيف نفعل ذلك بكفاءة، ولكن عندما‬ ‫نتعرف على جوهر الذات الأ�صا�صي، ت�صبح هذه املعرفة هي املرجعية التي على اأ�صا�صها تاأخذ‬ ‫بجراأة كل خياراتك.‬ ‫ل ت�صاأل الآخرين ما عليك فعله ول تخف، كن �صاحب �صناعة قراراتك مهما كانت خطرية، ل‬ ‫جتعل املنجمني وقراء الكف يعملون عنك ذلك. كلنا يعرف اأن اخليارات والقرارات �صعبة اإىل‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫درجة اأنها قومت �صناعة للمنجمني جتني الأموال بدون فائدة حقيقية، كل ذلك لأن اخلوف �صل‬ ‫ّ‬ ‫قدرة النا�ش على اتخاذ قراراتهم.‬ ‫علينا اأن ندرك هذه امل�صائل لن�صتطيع تغيريها، اأنت ل ت�صتطيع تغيري العامل، بل بالتاأكيد ت�صتطيع‬ ‫تغيري نف�صك لالأف�صل، هذا التغيري للجديد قد يرعبك، ل ت�صر مع التيار كما ورثت وتعلمت، اأنت‬ ‫ْ‬ ‫ت�صتطيع اأن تبداأ بت�صكيل ذاتك بكل ن�صاط ووعي.‬ ‫ل بد لك معرفة من اأنت، ومعرفة اخليارات التي قادتك اإىل التخيالت التي و�صعت لك تعريف ًا‬ ‫للوجود، وهذا من �صاأنه اأن ي�صعك بعيد ًا عن الواقع. ولكن عندما ت�صخ�ش اأكرث �سبع خيارات‬ ‫ح�سا�سة يف حياتك وتتفهمها وحتللها وتعرف دوافع اتخاذها �صتكت�صب روؤية مهمة اإىل ما اأنت‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫441‬
  • 15. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫عليه الآن وماذا اأ�صبحت. هذا بالإ�صافة اإىل معرفة كل �صخ�ش من اأ�سخا�سك املحوريني،‬ ‫يجب اأن تعرف تاأثريهم عليك بعد اأن تعرف دورهم يف حياتك، هذه هي مولدات بناء الثقة.‬ ‫اأرجع حوارك مع نف�صك فهو الذي يط رّور توا�صلك مع الآخرين‬ ‫الق�صوة والأمل ل ميكن اأن يكونا طرق ًا للتعلم، مهما كانت النوايا ح�صنة، لذا فانتقاء الب�صر‬ ‫ونوعيتهم لال�صتعانة بهم وللتعامل معهم يف تدعيم كل ق�صايا احلوار الداخلي لالإن�صان م�صاألة‬ ‫هامة جد ًا. فانتقاء الأ�صخا�ش غري املنا�صبني لن ي�صهم اإل يف زيادة �صوء ت�صخي�ش نقاط ال�صعف‬ ‫َ ّ‬ ‫لدى الذات الإن�صانية، وتبعدها كل البعد عن اأن تكون حقيقية بل هجينة تقود اإىل عدم معرفة‬ ‫الذات اأكرث فيتطاير اجلوهر.‬ ‫مهارات التاأقلم‬ ‫اإنّ اأخذ كل اخلطوات الالزمة لو�صع نف�صك باأول قائمة هوؤلء الذين قد يوؤثرون على م�صار‬ ‫حياتك هي م�صاألة ت�صاعدك على انتقاء ردات فعلك املنا�صبة جتاه التاأثريات اخلارجية عليك،‬ ‫ّ‬ ‫وهذا ما ت�صتطيع التحكم به عملي ًا، فلي�ش لك القدرة يف كثري من الأحيان على تغيري ما يحدث‬ ‫يف خارجك.‬ ‫اإنّ تعلم �صوؤال ملاذا؟ ي�صاعدك يف معرفة من تعتقد اأنه متحكم بحياتك، وهذا له �صاأن كبري يوؤثر‬ ‫على حوارك الداخلي عن نف�صك وعن العامل املحيط بك. كما اأن تعلم اأن ت�صاأل ملاذا؟ يخرجك‬ ‫من دائرة التعميم والنمطية غري اخلالقة والتي تتجاهل من اأنت حقيقة، وجتعلك اأقوى على‬ ‫رف�ش كل ما يل�صق عليك من انطباعات وطوابع �صلبية، ول ت�صعك اأ�صري قوالب الآخرين.‬ ‫فال�صت�صالم لهذه القوالب ي�صع مفهوم ًا وهمي ًا وحدود ًا م�صطنعة لذاتك.‬ ‫ل بد اأن توؤمن بدورك الأ�صا�صي يف فهم وتقدير ذاتك ومعرفتها من خالل حوارك الداخلي، اأنت‬ ‫فقط من يبنى �صلم ًا مرتابط ًا بني داخل وخارج ذاتك. لذا فاإن هذه القناعات جتعلك تدرك وتعرف‬ ‫وتعرب عن خ�صلة من خ�صالك الأ�صيلة ب�صكل يليق بها بكل جراأة لت�صبح هي ما تتو�صط م�صرحك،‬ ‫لتعينك على ت�صخي�ش الطريقة التي جتيب بها عن اأ�صئلة احلياة، الطريق ملعرفة جوهرك.‬ ‫541‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 16. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫كيف ت�سبح ت�سرفات التوا�سل االجتماعي جزء ًا من كيان ال�سخ�سية،...اأ�سيلة،‬ ‫وغري م�سطنعة؟‬ ‫• األ يجلب انتباهك اأحيان ًا اأن ترى �صخ�ص ًا اأمامك ذا بريق وح�صور مميز وجنومية ما من‬ ‫دون ممار�صة اأية جهد مرئي ملحوظ ... نعم، لكن هذه الكفاءة فطرية بالأ�صا�ش اأ�صهمت يف‬ ‫بناء قدرات الذكاء العاطفي الت�صايل لهذا ال�صخ�ش اأو ذاك حيث مت اكت�صابه �صابق ًا رمبا‬ ‫من دون وعي مب�صمياته ولكن... هل نرتك هذا ليح�صل لنا �صدفة؟‬ ‫كم من النا�ش قد تعلموا مهارات الت�صال بعفوية �صديدة، وجتدهم بعد حني فقدوا ما‬ ‫تعلموه، وا�صتمروا يف ممار�صة عادات ات�صالية تفقدهم معنى حياتهم. كيف جنعل مهارات‬ ‫الت�صال والتوا�صل مع الآخرين جزء ًا من كيان ال�صخ�صية؟‬ ‫جتريب اخلطاأ وال�سواب يهدر الوقت:‬ ‫• الرتاث العملي والنظري يف الت�صويق واملبيعات وجتارب الإعالم والإعالن ا�صتندت اإىل العلوم‬ ‫الت�صالية الإن�صانية والتي بدورها در�صت مكونات الفرد وتفاعله مع املجتمع ور�صدت �صلوكه‬ ‫وت�صرفاته وردود اأفعاله جتاه املتغريات، وحولتها اإىل معايري قابلة للقيا�ش هدفها اإر�صاء‬ ‫ً‬ ‫قواعد التغيري ال�صلوكي الت�صايل املعتمد على الأ�صلوب العلمي املدرو�ش بدل من الأ�صلوب‬ ‫العفوي املعتمد على جتربة اخلطاأ وال�صواب، لقد كانت هذه الدرا�صة تهدف اإىل معرفة‬ ‫�صلوك امل�صتهلك اأو اإك�صاب مندوبي املبيعات والت�صويق مهارات بيعية وت�صويقية مهمة حتقق‬ ‫النتائج املبتغاة.‬ ‫ع�سر جديد يتطلب فرداً من نوع جديد:‬ ‫• اإن تطور تكنولوجيا الت�صال غري من الطريقة التي ندير بها الأعمال يف هذا الكون، حيث اأ�صبح‬ ‫ّ‬ ‫تطوير مهارات الفرد ومكوناته من �صروريات الع�صر. فالب�صر ّية اأ�صبحت توؤدي اأعمالها من‬ ‫اأي مكان ومل تعد هناك اإمكانية لرقابة مبا�صرة ويومية على الأفراد العاملني، لذا، مت اإر�صاء‬ ‫قواعد جديدة لتمكني الفرد، واإك�صابه مهارات ات�صالية مميزة للعمل عن بعد.‬ ‫• من هنا نبعت احلاجة اإىل فرد من نوع جديد ي�صتطيع اأن يتعامل مع اأطراف وجن�صيات‬ ‫عديدة واأمناط ب�صرية خمتلفة، ذات بيئات متباينة من حيث �صلوكها واأفعالها وت�صرفاتها.‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫641‬
  • 17. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫اإن موا�صفات هذا الفرد اجلديد لن تكون ممكنة من دون تاأهيل ات�صايل من نوع جديد،‬ ‫وو�صعه على اأول الطريق ليكمل م�صريته نحو اإجنازات اإيجابية نوعية تعود عليه وعلى‬ ‫موؤ�ص�صته واأ�صرته وجمتمعه بنتائج اإيجابية.‬ ‫تطوير م�ستقبـ ِالت االإن�سان الداخلية:‬ ‫ُ‬ ‫• يجب اأن تبداأ اخلطوة الأوىل بت�صخي�ش هذا الفرد لتجاربه ال�صخ�صية الت�صالية، ومن‬ ‫ثم التجارب الت�صالية لالآخرين كخطوة ثانية، ومن ثم التعرف والتدرب على امتالك فن‬ ‫ومهارات الت�صال املتكيف وطريقة اإدارته ثالثا ً. اإن هذه التجربة من �صاأنها اأن توؤهل الفرد‬ ‫لال�صتفادة الق�صوى من درا�صته الأكادميية وقراءاته واأبحاثه، كما توؤهله اأي�ص ًا لال�صتفادة‬ ‫الق�صوى من برامج التدريب والتطوير الأخرى التي �صيخو�صها يف جمال تخ�ص�صه �صواء‬ ‫كان املجال يف املعلومات، اأو البنوك اأو املبيعات اأو حتى العمل الجتماعي وال�صحي اأوغريه.‬ ‫ّ‬ ‫قوة العادة االت�سالية:‬ ‫• املنهجية التي حتدثنا عنها ا�صتندت اإىل حتقيق مبداأ التفاعل احلي يف الت�صال، تفاعل‬ ‫الرغبة واملهارة واملعرفة التي ت�صكل العادة. اإن هدف ذلك ينبع من اأهمية اإك�صاب الفرد‬ ‫عادة وملكة النتباه والهتمام ور�صد وتطوير الفر�ش لإحداث الرتاكم يف م�صريته خطوة‬ ‫بخطوة، وحتويله(عربالرتاكم) اإىل متغري نوعي جديد ي�صبح فيه النتباه والهتمام عادة‬ ‫متكنه من التاأقلم والتكيف مع خمتلف الظروف وامل�صتجدات والبتعاد عن عادة الت�صال‬ ‫ّ‬ ‫الدفاعي ال�صلبي.‬ ‫االت�سال هو انعكا�ض داخلي:‬ ‫• لقد ا�صتطاع الكتاب والباحثون والعلماء من التو�صل اإىل نتيجة مفادها اأن مهارات الت�صال‬ ‫عمل اإن�صاين داخلي يف الأ�صا�ش، وطريقة تفكري ومنط حياة. فهي بالتاأكيد اأكرث من جمرد‬ ‫ّ‬ ‫التدرب على لباقة الكالم، واأكرث من التعرف على لغة وحركات اجل�صم الت�صالية التعبريية،‬ ‫ّ‬ ‫وهي اأي�ص ًا اأكرث من التفوق كالمي ًا على املقابل، فكثريون هم الذين يقودون �صياراتهم وقليلون‬ ‫ّ‬ ‫من يقودونها باأقل ن�صبة من احلوادث.‬ ‫741‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 18. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫اإ�سارات املرور االت�سالية:‬ ‫• هذا ما تهدف له مهارات الت�صال املتكيف، التدرب على القيادة الت�صالية وا�صتخدام‬ ‫اإ�صاراتها املرورية احلمراء وال�صفراء واخل�صراء، والتعامل مع املنحنيات وخطوط ال�صري‬ ‫الت�صالية باإتقان، والنتباه اإىل مناطق اخلطر والزدحام، والبتعاد عن املط ّبات، واختيار‬ ‫التوقيت املنا�صب لالنطالق وا�صتخدام الفرامل، عداك عن اختيار امل�صافة املنا�صبة بني‬ ‫ال�صيارة والأخرى وحتقيق التجاوز ال�صحيح للو�صول اإىل الهدف.‬ ‫• ومن جانب اآخر تـهدف هذه املهارات اإىل التكيف والتفاعل والتفاهم مع ال�صائق الآخر‬ ‫(املت�صل الآخر) الذي تت�صارك اأنت واإياه يف م�صاحة ال�صارع (العمل، الزواج...الخ)، فلكما‬ ‫كليكما م�صلحة يف الو�صول باأمان.‬ ‫الذكاء العاطفي الكامن لالإن�سان فطري باالأ�سا�ض:‬ ‫• اإن الطرق اجلديدة لكت�صاب املهارات الت�صالية ت�صتند على مبادئ علم جديد ا�صطلح على‬ ‫ت�صميته بالذكاء الفطري اأو الذكاء العاطفي الذي يقوم على ا�صتخراج القدرات الإيجابية‬ ‫الكامنة يف الذات والتعرف عليها وا�صتخدامها، لت�صبح لحق ًا مبادئ حتكم الت�صرف وردود‬ ‫الأفعال وتفهم الآخر.‬ ‫�سحرك اجلديد:‬ ‫• اإن اكت�صابك لهذه املهارات الت�صالية هدفها تاأ�صيل الت�صرف الت�صايل عرب فهمه وا�صتيعابه‬ ‫باأبعاده املختلفة لي�صبح جزء ًا ل يتجزاأ من �صخ�صيتنا العامة واخلا�صة. و�صيلحظ من حولك‬ ‫تقدمك وجاذبيتك و�صحرك اجلديد الذي ميكنك من ممار�صة وبيع مواهبك، وت�صويق‬ ‫اأهدافك، ون�صر اأفكارك، والإعالن عن اإجنازاتك. اإنها الفر�صة للت�صريح مببادرتك،‬ ‫ولتحفيز الفريق، ولفتح الأبواب املو�صدة، واتخاذ القرارات الإيجابية يف احلياة.‬ ‫ل تقلق فقد �صمم هذا العامل واأنت يف البال ... لذا فاأنت مهم‬ ‫اأن يكون لك مكان ودور تلعبه يف هذا العامل م�صاألة يحب اأن ل ت�صك بها اأبد ًا، ولكن المتالء‬ ‫َّ‬ ‫بالروؤية والإميان والطاقة ال�صخ�صية هي التي ت�صعك على اخلريطة، فاخلريطة لن تناديك،‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫841‬
  • 19. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫بل اإن جزء ًا من دورك يف هذا العامل هو جهدك يف و�صع نف�صك يف املوقع املنا�صب لك على‬ ‫ً‬ ‫اخلريطة. لذا فعمل «الأ�صياء ال�صحيحة بداية» ولي�ش «العمل ال�صحيح لالأ�صياء» هو الذي‬ ‫يعينك على الو�صول، ويحميك من ال�صقوط ك�صحية من �صحايا العي�ش الواهم.‬ ‫اإنّ التفكري الذي يعتمد احلقائق، ي�صاعدك على العي�ش كما تريد، وتبدو حر ًا كما تريد بكل‬ ‫حرية. اأما ال�صلوك املليء باملغالطات والأخطاء فيقودك اإىل الال�صيء، حيث يجعلك عاجز ًا عن‬ ‫و�صع بطاقة قيمتك على نف�صك، ال�صيء الذي يعترب م�صوؤوليتك الأوىل فاملغالطات والأخطاء‬ ‫تقودك اإىل القبول بكل طواعية بتعريف الآخرين لك وهذا جتريد للطاقة والإميان والأمل. فال‬ ‫تقبل خداع الغيورين الذين ينقلبون عليك ومعك اأحيان ًا، فهم يدعمونك عندما تكون �صعيف ًا،‬ ‫ويعملون �صدك عندما تنجح، فال ترتك ظهرك مك�صوف ًا لهم، فهم �صيلعبون على تغيري بطاقة‬ ‫قيمتك احلقيقية اإذا ما منحتهم �صالح اأخطائك لي�صتعملوه �صدك. ل تكابر وتقول من اأنا‬ ‫ليكرتثوا له حتت �صعار «اأنا ل�صت مهم ًا»، هذا ال�صت�صالم يرتك الأيام والإجنازات تفلت ل‬ ‫حمالة.‬ ‫العناد والكذب على الذات يجعلك تدور يف فلك ذاتيتك املغلقة، ويبعدك عن التعامل مع احلقائق‬ ‫ً‬ ‫وحقيقتك اأنت اأول، واأي بعد عن احلقائق وحقيقتك ي�صبب لك غيبوبة ذاتية متنعك من روؤية‬ ‫كل اأطياف الألوان. ما ن�صعى اإىل قوله هنا اأن نظرتك الإيجابية عن ذاتك (ولي�ش النغالق‬ ‫على ذاتك) لها اأثر اإيجابي على �صوتك الداخلي وحوارك مع نف�صك عن نف�صك وعن العامل‬ ‫والآخرين، ونظرتك الإيجابية عن ذاتك جتعلك اأنت واأنت فقط م�صيطر ًا على هذا احلوار من‬ ‫الفلتان نحو ال�صعور بالف�صل.‬ ‫عندما تعي�ش حلمك فاأنت ل�صت م�صطر ًا لأن تعي�ش حلم غريك اأو ال�صعي لإر�صاء الآخرين‬ ‫واإ�صعادهم، هذا هو التح�صني الفكري الداخلي (ولي�ش النغالق الفكري الداخلي) الذي ي�صل‬ ‫حركة الآخرين وقدرتهم على اخرتاقك واأ�صعافك.‬ ‫حتى تكون واقعياً مرتاحاً مع نف�سك ومع االآخرين والتعاين القلق .... ردد يف نف�سك:‬ ‫ل اأحب اأن اأكون دائم ًا مهيمن ًا على مقاليد الأمور، ول اأ�صعر بالذنب عندما اأقول ل، اأنا ل�صت‬ ‫مركز العامل ول داعي اأن اأكون مهيمن ًا على مقاليد الأمور، ممكن اأن اأف�صل ول اأخاف من ذلك،‬ ‫941‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 20. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫وكما اأتوقع من نف�صي الكثري، قد ل اأتوقع اأي�ص ًا من نف�صي الكثري، ل اأ�صعر بالندم ب�صهولة، ول‬ ‫اأح�ش اأن النا�ش يجب اأن ي�صتمعوا اإيل دائم ًا، ل اأح�ش اأين ل اأنال التقدير املنا�صب لأين ل اأفكر‬ ‫دائم ًا يف اآراء النا�ش، اأ�صعر اأنني يف طريق حتقيق اأحالمي وطموحي، اأ�صعر بالراحة وعدم‬ ‫ال�صتعجال.‬ ‫ال�صعور بال�صتالب وال�صعف اأمام الآخرين .... مهارات ات�صالية ملقاومته وتقوية الذات‬ ‫حالة ال�صتالب هي عبارة عن حالة ا�صت�صالم �صخ�ش لآخر اأو لآخرين، ومنبعها اأن امل�صت َلب‬ ‫ً‬ ‫ي�صعر بنق�ش ما اأمام الآخرين، ولهذا النق�ش اأ�صباب كثرية نابعة من اعتقاد امل�صتلب مثال اأنه‬ ‫اأقل �صوية ذاتية من الآخرين، واأقل اإجناز ًا وكفاءة وعلم ًا وثقافة من الآخرين، اأي اأن فكرته عن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ذاته لي�صت بامل�صتوى املطلوب. هذا ال�صخ�ش ينظر اإىل نف�صه عاري ًا من كل عوامل النجاح، ل بل‬ ‫يتعدى ذلك معتقد ًا اأنه مليء بالأخطاء والعيوب، واهم ًا اأن اجلميع يرونها بنف�ش الطريقة.‬ ‫هذا ال�صعور ينعك�ش تلقائي ًا على �صلوك امل�صتلب، حماول وباذل جهد ًا كبري ًا لإخفائه يفقده‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫الطاقة للوقوف معتد ًا بذاته، ال�صيء الذي يرهقه اإىل درجة و�صوله اإىل ال�صعور باخلوف من‬ ‫ً‬ ‫الآخرين، حماول ا�صرت�صاءهم وعدم معار�صتهم والر�صوخ ل�صروطهم وال�صت�صالم لهم.‬ ‫هذا من ناحية ومن ناحية اأخرى قد يح�ش امل�صتلب اأن منْ اأمامه ل يحبه ول يحرتمه ول يقدره،‬ ‫َ‬ ‫ولالأ�صف يقع هنا امل�صتلب يف فخ زرعه هو لنف�صه، فهو ينتظر احلب والحرتام والتقدير من‬ ‫�صخ�ش اآخر اأو اآخرين، فاإذا توقف الآخر اأو هوؤلء الآخرون عن ذلك وقع ال�صخ�ش بال�صتالب،‬ ‫وامل�صتلب هنا قد ي�صت�صلم اأو قد يتحول اإىل عدائي و�صر�ش.‬ ‫للتخل�ش من �صعور ال�صتالب، على امل�صتلب اأن يكون م�صتقال معتمد ًا على نف�صه يف اإرواء ذاته‬ ‫ً‬ ‫من التقدير واحلب، عن طريق حتقيق الإجنازات والأهداف وتقديرها مهما بدت �صغرية،‬ ‫كما اأن عليه املحافظة على حالة المتالء بداخله �صاعي ًا لتطوير نف�صه، مثابر ًا لتعلم قبول‬ ‫نف�صه متوجه ًا للت�صالح مع ذاته حول ثغراته ونقاط �صعفه وت�صخي�صها حتى يت�صنى له العمل‬ ‫لإ�صالحها.‬ ‫« لن يعطيك اأحد �صيئ ًا»، من هنا يجب اأن تنطلق لنيل ما تريد، را�صي ًا مبا حتققه، ناظر ًا‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫051‬
  • 21. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫ملا تريد تطويره غد ًا، وهذا ما �صيدفعك للمحافظة على كل تعابري التما�صك والثقة حتى لو‬ ‫ا�صطررت اأحيان ًا لتقم�صها.‬ ‫هناك اآخرون يعبثون بثقتك يف نف�صك، وقد ي�صتهزئون بك، ويبثون لك كل ال�صحنات ال�صلبية‬ ‫التي ت�صعف العزائم واملعنويات وم�صتوى تقديرك لذاتك، فت�صل قيمة �صوية ذاتك اإىل اأدناها،‬ ‫وكاأن هوؤلء الآخرين هم مانحو التقدير. قم بالرد عليهم باإح�صا�ش الواثق الهادئ احلازم‬ ‫ّ‬ ‫واجلازم الذي حتميه كل املنح اللهية، دون اأن تظهر اأي جهد يف الدفاع عن نف�صك، وحاول اأن‬ ‫تطور احلديث واأن تدخل عليه ال�صخرية املدرو�صة، فهم يف النهاية لي�صوا مركز العامل. تذكر‬ ‫فاأنت م�صتقل وحر مثلهم، ولديك كل اخليارات الأخرى، ولن تنتهي احلياة عندهم. تذكر اأنك‬ ‫مميز، وهناك الكثريون ممن يقدرونك ويحبونك، فاأنت بالتاأكيد عزيز على اآخرين يعزونك،‬ ‫وحاذر من اأن ت�صتخف يف اأي ان�صان يعزك، فال يعزك اأحد م�صطر ًا، ول حتى اأمك واأبوك.‬ ‫يف مهارات احلياة ...... ا�صتذكار ملعاين فقدناها‬ ‫–معاين يف الثقة والقيمة مع االآخرين تعزز احل�سور واملعنى-‬ ‫1. اأقوى واأ�صمى اإرادة يف احلياة هي لي�صت اإرادة البقاء من اأجل احلياة، لكنها اإرادة الثقة يف‬ ‫الكفاح، لأنها اإرادة التفاوؤل وروؤية اليقني يف الإقدام على عمل ما.‬ ‫2. الكحول واملخدرات قد تعطي ثقة وهمية، فهي تقلل الكفاءة فال يعود هناك ثقة.‬ ‫3. الثقة هي الإ�صارة التي يحدثها �صوت البوق يف اأح�صنة وفر�صان احلرب.‬ ‫4. حت�صن �صد عن�صر املفاجاأة الذي يفقدك الثقة بالنف�ش، ابتعد عن النفعال، وكن‬ ‫متما�صكا ً.‬ ‫5. �صعور الثقة هو عبارة عن �صحنة تنطلق من مكامن قوتك، تذكرها وعززها دائم ًا.‬ ‫6. الثقة هي �صعور الفرو�صية عند الرجل املنطلق من دوره وبحثه عن اليقني املتفائل بالنت�صار،‬ ‫ً‬ ‫فهو نابع من حت�ص�صه لقيمته الفاعلة التي تخلق له الزهو الذاتي كك�صب العي�ش لعائلته مثال،‬ ‫اأما اإذا كانت هذه القيمة �صائعة يتحول الرجل اإىل عدواين اأوخجول وقد يتحول اإىل رجل‬ ‫عنيف لأن ال�صعور ب�صياع هذه القيمة ي�صعر الرجل بالعجز، فيبداأ بع�ش الرجال بتعوي�ش‬ ‫هذا العجز باللجوء اإىل فانتازيا من نوع ما للح�صول على امراأة ل يحلم باحل�صول عليها‬ ‫151‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 22. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫ليخ�صعها له، اأو اإخ�صاع امراأة تقاومه اأو ت�صتلبه معتقد ًا اأنه �صريفع من قيمته بها.‬ ‫7. يف الثقة �صعور الكاريزما الذي ي�صعر الآخرين ب�صعوبة الو�صول اإليك دون اأن حت�ش اأنت بذلك.‬ ‫8. الكاريزما هي عندما ل ي�صتطيع الآخرون اإل النظر اإىل هذا ال�صخ�ش من دون غريه جلاذبيته‬ ‫الداخلية.‬ ‫9. الثقة هي التوازن بني الت�صادم مع الواقع وبني ما تود اأن تراه، فهو يخلق جاذبية غري مفهومة‬ ‫تعك�ش الإرادة دون ا�صطراب، الثقة هي فل�صفة القوة املنطلقة من الإميان مبا تعمله.‬ ‫01.الثقة هي حتقيق القيمة يف الإجناز، فالرثاء وحده ل يكفي، لعب القمار حتى واإن فاز مل‬ ‫ولن يحقق قيمة ول ثقة.‬ ‫11.عدم حتقيق القيمة ي�صعف اإميان ال�صخ�ش بنف�صه وبالتايل ثقته بنف�صه.‬ ‫21.كن جوهري ًا يف رغباتك، ولتنتظر العائد ال�صريع منها، من هذه الفكرة اأتت فكرة احلب‬ ‫والثقة.‬ ‫31.مالمح الثقة اأن تتمتع بوجه كامل الن�صج، وابت�صامة كاملة الثقة، وعينني كاملتي المتالء،‬ ‫وفم مليء باحل�صا�صية.‬ ‫نقاط يف امللل والوعي والب�سر واآثارها على اخليال والثقة:‬ ‫1. الوعي الإرادي طريق تقوية اخليال لأنه ذو روؤية.‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫2. حا�صة الب�صر تثري، اإل اإنها ل حتتفظ بالقيمة طويال لأنها لي�صت بديال عن اخليال، والعقل‬ ‫الإن�صاين لي�ش بديل اخليال لأنه ذو ذاكرة ق�صرية حتتاج اإىل حمر�صات اخليال لإنعا�صها،‬ ‫فالوعي هو اخليال اأ�صا�ص ًا الذي يقوم على الالعادية والالطبيعية لأنه اكت�صاف، والكت�صاف‬ ‫مينح الثقة.‬ ‫3. من هنا ياأتي امللل من عقل ك�صول، وعني غري ممتلئة باخليال، لأنها تنهم وتنهم املعلومات‬ ‫الكثرية ل اإرادي ًا من م�صادر تر�صل فقط كالتلفزيون مثال دون حتليل اأو فهر�صة اأو تنظيم،‬ ‫ً‬ ‫فيت�صكل وعي عال جد ًا ولكنه غري مفيد وعي غري م�صيطر عليه. هذا الوعي امل�صتت ي�صحى‬ ‫ٍ‬ ‫بال عمل فيبداأ بالعمل �صد حامله، اإنه وعي مرئي �صماعي ل يعاد اإنتاجه، بليد ل يحرك اإنارة‬ ‫اجل�صد وطاقته ويفقد الإن�صان الثقة.‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫251‬
  • 23. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫4. م�صابيح اجل�صد يطفئها الوعي غري املن�صبط لأنه ي�صتت عنها الطاقة والرتكيز فتنطفئ‬ ‫الثقة.‬ ‫5. لذا فالوعي الإرادي هو وعي اأكرث اتقاد ًا من الوعي امل�صتت، لأنه وعي انتقائي ويبحث عن‬ ‫املعنى دائم ًا ومينح الثقة.‬ ‫6. لأن الوعي الإرادي ذو روؤية فهو مملوء بحالة ال�صفاء ومتحرر من اأية موؤثرات ب�صرية اأو‬ ‫كحولية اأو �صمعية غري م�صيطر عليها لذا فهو يزيد من الرتكيز والإدراك، وبالتايل عن حالة‬ ‫ال�صكينة املمتلئة بطاقة التفاوؤل التي تزيد الثقة.‬ ‫7. الوعي الب�صري الالاإرادي م�صوؤول عن حالة امللل التي تقودنا اأحيان ًا اإىل املالحقة غري‬ ‫املجدية لالأ�صياء التي تبدو جديدة وذلك بهدف تبديد حالة امللل، اإن اللهفة وراء اأي �صيء‬ ‫جديد وتقليدي مينعنا من روؤية ومعرفة خطواتنا التالية ويحجب عنا الثقة.‬ ‫ق�س�ض واأمثلة تاريخية يف امللل والوعي والثقة:‬ ‫• مارلني مونرو عا�صت طفولة بائ�صة مل ت�صاعدها على بناء الثقة باحلياة، فلم ت�صرتخ لتتاأمل‬ ‫ِ‬ ‫يوم ًا، بل عانت من ملل احلياة وتزاحم رك�صها وراء وهم �صطحي و�صراب (اجلديد). لقد‬ ‫ت�صبب لها ذلك يف ت�صكيل �صخ�صية مارلينية مهزوزة ومتاأرجحة رغم �صحرها وجاذبيتها،‬ ‫حيث ت�صرب لها اخلوف والقلق ليجعل من وعيها كيان ًا م�صتت ًا، اأرداها يف النهاية �صحية‬ ‫الت�صائم. ملاذا؟ لأنها ا�صت�صلمت لل�صورة والهالة التي قدمت لها دون تطوير لروؤيتها‬ ‫وفكرتها، وعا�صت اأ�صرية فكرة هي بالأ�صا�ش لي�صت فكرتها.مارلني مونرو مل حتقق ومل تعد‬ ‫اإنتاج ذاتها، ومل تخلق قيمة يف داخلها توؤمن بها، فاأح�صت بالعجز وانتحرت (اأو قتلت) دون‬ ‫ب�صمة اإن�صانية لأعمالها. مارلني مونرو فنانة مل حتمل يوم ًا هدف ًا اإبداعي ًا ور�صالة �صامية‬ ‫ل لنف�صها ول لأ�صدقائها ول ملهنتها ول ملجتمعها فقد كانت اأ�صرية فكرة �صهرتها و�صكلها‬ ‫اخلارجي، ومن حيث هي مل تكن �صاحبة فكرة اإبداعها األ يذكرنا ذلك مبفارقات فناين‬ ‫الأم�ش وبع�ش فناين اليوم.‬ ‫• كازانوفا ال�صهري هو من الأقلية التي ت�صمى الـ «%5 من املتمردين على املجتمع» (اخلارج‬ ‫عن الـ %59 التقليديني) لكنه اأي�ص ًا ارتكز يف �صعيه وبحثه على فكرة «�صربة العمر»، والعائد‬ ‫ال�صريع الذي قادته له رغباته اخلائفة من الف�صل القادم، وذلك ب�صبب قلة اإميانه بنف�صه‬ ‫351‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 24. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫و�صعف ثقته بنف�صه التي اأنق�صته احرتامه لذاته واأ�صعفت اإرادته وعززت اأنانيته. لكن ماجعله‬ ‫قوي ًا يف ا�صتمراريته �صرعة تداركه لوعيه وفكرته الناجتة من قبول الن�صاء لأفكاره وبطولته‬ ‫معهن (معامل خارجي)، حيث وفر له ذلك تعوي�ص ًا واعرتاف ًا جديد ًا ب�صويته. لقد تنا�صى‬ ‫التاريخ اإنتاج كازانوفا لآلف ال�صفحات من الأدب الراقي الذي اأ�صاف اإىل قيمته و�صهرته‬ ‫قليال، ورغم كل ال�صعوبات التي مر بها، وحياة ال�صعاليك التي عا�صها مل يلجاأ كازانوفا اإىل‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫الكحول اأو املخدرات لإدارة واإعادة اإنتاج نف�صه واأدبه. ما نود قوله هنا اأن اخلوف من الف�صل‬ ‫قد �صبب لكازانوفا �صعور ًا داخلي ًا من قلة ثقته بقدراته وبالتايل بنف�صه، فحاول اأن ي�صتعي�ش‬ ‫عنها بالعالقات الن�صائية التي مل حتقق له قيمة، وجعلت اإنتاجه الأدبي من�صي ًا.‬ ‫حماور جديدة ملهارات احلياة ... احلرية يف الختيار‬ ‫كناجت للجودة الت�صالية ال�صخ�صية مع الذات والآخرين‬ ‫1. يف داخلنا موظف البنك (احلري�ش) و�صائق �صباق ال�صيارات (املندفع)، كيف تختار وكيف‬ ‫توازن بينهما؟‬ ‫2. اإن معظم فتيان «الأحداث» هم من �صائقي �صباق ال�صيارات املندفعني بتهور، اأما �صائق‬ ‫ال�صيارات (الدافئ) فهو مزيج من ال�صائق املندفع وموظف البنك احلري�ش.‬ ‫3. �صائق ال�صباق الدافئ هو امل�صتك�صف ومت�صلق اجلبال وهو من الرواد، وق�صم اآخر هم من‬ ‫الثوار واملتمردين، واآخرون هم من املثقفني وال�صعراء والكتّاب واملو�صيقيني والفنانني.‬ ‫4. اإن �صائق ال�صيارة الدافئ هو اأثمن جزء فينا، وتدمريه يعني تدمري التوازن والتقدم والتطور،‬ ‫وحتى تكون من هوؤلء عليك اأن تكون م�صتك�صف ًا عقلي ًا وبحثي ًا متجدد ًا. اإل اأنّ هناك �صرط ًا‬ ‫لقيادة وتنمية هذه ال�صخ�صية فينا يتمثل يف ال�صيانة الدائمة لهذا التوازن الواعي بني‬ ‫�صخ�صية موظف البنك (احلري�ش) و�صائق ال�صيارة (املندفع).‬ ‫5. �صيطرة ال�صائق (املندفع) يف �صخ�صيات الب�صر قد تقود اإىل اإ�صعاف الثقة بالنف�ش، وال�صبب‬ ‫يعود اإىل اأن الندفاع يخلق مفاجاآت جتعل جانب �صخ�صية موظف البنك (احلري�ش)‬ ‫م�صلولة ومعطلة، في�صبح الإن�صان يعمل ب�صخ�صية واحدة ت�صعف خياله و ُبعد نظره وقدرته‬ ‫على التكيف. لذا فعدم القدرة على مواجهة املفاجاآت هي اإحدى ال�صمات التي يتمتع بها‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫451‬
  • 25. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫قليلو الثقة بالنف�ش، وتعدد حوادثها يزيد من تفاقم امل�صكلة.‬ ‫6. فمثال قد يقود اإن�صان �صيارته يف �صارع ل يعرف اأنه ق�صري جد ًا، ونهايته غري الظاهرة تخفي‬ ‫ً‬ ‫وراءها ا�صتدارة حادة. هناك نهايتان لهذه الق�صة فاإذا كانت ال�صخ�صية التي تقود ال�صيارة‬ ‫متثل �صخ�صية ال�صائق (املندفع) املندفع فاإنه حتم ًا�صيواجه حادث ًا اأو �صي�صطر اإىل ا�صتعمال‬ ‫الفرامل بقوة وعنف، اأما اإذا هيمنت �صخ�صية موظف البنك (احلري�ش) على ال�صائق‬ ‫ف�صوف يتعامل مع هذه املفاجاأة بحكمة وي�صتدير بهدوء دون اأية �صجة. املفاجاأة ومواجهتها‬ ‫مهارة اأ�صا�صية لرفع الثقة بالنف�ش لأنها متثل توازن ًا يف ال�صخ�صية.‬ ‫7. العودة اإىل الطبيعة والعي�ش الهادئ والتاأمل ي�صمح بتطوير القوة ال�صعورية لالإن�صان لتح�ص�ش‬ ‫احلر�ش والندفاع وبالتايل انتقاء خياراته بحرية وعناية، لأن الطبيعة هي تركيبة احلر�ش‬ ‫والإندفاع.‬ ‫8. ما مل ت�صتطع جميع الن�صاء اإعطاءك اإياه، امراأة واحدة فقط اأحيان ًا ت�صتطيع، هذه هي فكرة‬ ‫حرية الختيار النابعة من موازنة احلر�ش والندفاع وهي اأن تعي�ش ل�صالح ق�صية مركزية‬ ‫�صامية واحدة فقط حتتاجها، اأنت تعي�ش على اأ�صا�ش ماذا حتتاج (احلر�ش والندفاع) ولي�ش‬ ‫على اأ�صا�ش ماذا تريد (الندفاع).‬ ‫9. خيار املراأة املوؤقتة يف حياة الرجل يقدم له القليل، ابحث عن املراأة العاقلة التي توازن بني‬ ‫احلر�ش والندفاع لأنها تقدم لك ال�صعور بالنجاح وتعطيك م�صتوى جديد ًا من الإميان‬ ‫بالذات والنف�ش فذلك به اأكرث من جمرد امتالك امراأة، اإنه خيار احلياة.‬ ‫01.ابحث عن الدفء يف العالقة مع الآخرين، اإبحث عن عالقة �صخ�صية عميقة وحميمة معهم‬ ‫فهم يوفرون لك حلبة �صباق لتجرب وتتعلم احلر�ش والندفاع.‬ ‫11.ابحث عن املعنى يف احلياة وا�صتمتع فذلك يح�صن من اختياراتك، ك�صائق ال�صيارات الدافئ.‬ ‫21. اخلوف واإرادة الفوز حت�صمهما حريتك يف الختيار بني (احلر�ش والندفاع)، ا�صتعمل‬ ‫احلقائق دائم ًا.‬ ‫31. حلظة الختيار يف احلياة هي اأجمل حلظات حياتنا لأنها تعطينا املتعة الناجتة من‬ ‫موازنة احلر�ش والندفاع.‬ ‫551‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 26. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫يف م�صاحمة الذات والآخرين توا�صل احلب وال�صداقة و�صعور بالأمان دائماً‬ ‫1. عدم القدرة على التعبري عن احلب واأخذه نابع من اعتقاد هذا ال�صخ�ش اأو ذاك اأنه قد قام‬ ‫يف يوم ما بعمل غري حمبب يف م�صرية حياته، وهذا التقييم اأو ال�صعور قد يكون �صادر ًا من‬ ‫قبله اأو نابع ًا من قبل الآخرين. اإنّ م�صاعر عدم الر�صا هذه عن الذات لقادرة على اإ�صعافها،‬ ‫وال�صبب يعود اإىل اأن هذا ال�صخ�ش يعي�ش حالة رف�ش لنف�صه من حيث املبداأ معتقد ًا اأنه‬ ‫لي�ش اأهال ملنح اأو اأخذ احلب والتقدير. اإن هذا ال�صخ�ش الذي يخاف احلب يخاف املبادرة‬ ‫ً‬ ‫والإقدام، فهو �صخ�ش جبان من الداخل ل يحتمل اأن يتعر�ش لرف�ش من اآخر يذكره بذاك‬ ‫العمل «غري املحبب» الذي قام به �صابق ًا، لذا جتده ي�صري بدون اأي معنى وبدون اأية اآفاق‬ ‫ملبادرة ما فيبقى مكبوت ًا وم�صدود ًا خائف ًا من اإظهار م�صاعر �صعفه لنف�صه اأو لالآخرين.‬ ‫2. عند مواجهتك اأحيان ًا مل�صكلة كبرية، تبداأ �صورة غريبة يف الت�صكل، تظهرك وكاأنك تواجه‬ ‫وح�ص ًا �صخم ًا غائم املالمح، ل تعرف كيف �صتواجهه. تع ّلم ال�صتفادة من هذا النوع من‬ ‫َ‬ ‫املواجهات وتذكر عواطفه فهو عبارة عن جتربة �صعورية مثل جتربة احلب، ا�صتغرقت كل‬ ‫حوا�صك ونبهتها اإىل �صرورة املبادرة والإقدام واإزالة كل اأ�صباب الكبت. تاأكد اأن هذه جتربة‬ ‫�صتبني لك لحق ًا �صخ�صية وكيان ًا ذا مالمح اأقوى واأكرث حب ًا وثقة، فالنت�صار على امل�صكلة‬ ‫والأعمال غري املحببة لك يراد له م�صتوى اأعلى يف التفكري من حجم امل�صكلة نف�صها، واحلب‬ ‫هو التفوق الداخلي على الآخر الذي ت�صبب لك بامل�صكلة من هنا كان احلب �صجاعة.‬ ‫3. املراهقة اجلائعة الناجتة من احلرمان الأول للحب جتعل الإن�صان بعيد ًا عن معرفة حاجاته‬ ‫احلقيقية وم�صت�صلم ًا لنزواته وبالتايل �صعيف ًا يف العطاء، حمتال موقع ًا تعوي�صي ًا دائم الأخذ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫لذاته لإرواء نزواته التي ل ترتوي. هذا الو�صع عادة ما يكون هو امل�صبب الرئي�صي للعالقات‬ ‫العابرة غري امللتزمة. اإن وعينا واإدراكنا لهذه امل�صاألة ومواجهتها ينقلنا اإىل موقع تعلم‬ ‫�صجاعة العطاء، الذي يعلمنا احلب والإقدام، فاحلب �صجاعة.‬ ‫4. لذا فاإن حب الزوجات ينعك�ش على حب الأطفال، ما يقوي عودهم ويبني ثقتهم يف اأنف�صهم،‬ ‫وي�صكل لهم روؤية تن�صط درجة وعيهم لذاتهم وحميطهم وتزيد من حتفيزهم لمتالك‬ ‫الإرادة للتغيري والتجديد.‬ ‫5. املرونة والتاأقلم وقبول الآخر والليربالية والدميقراطية والتعاي�ش هي ممار�صات للحب‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫651‬
  • 27. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫الجتماعي، لذا فهي تفتح الفر�ش والآفاق وتعزز قوة الإرادة الإن�صانية، وهذا ال�صيء يعزز‬ ‫ال�صعور باحلب املتكافل الذي مينحنا القوة والأمان الإجتماعي.‬ ‫6. احلب يقدم املعاين ملفاهيم مثل الإخال�ش واللتزام والقيم، فاحلب يف تاألقه هو ما تقدمه‬ ‫خارج عاملك واحتياجاتك الذاتية، لذا فهو مينح اأ�صحابه روح ال�صجاعة وال�صهامة والت�صحية‬ ‫لالآخرين. لأن احلب ي�صتدعي احلب وما يعوزه هو التبادل فقط، فتجده يخلق الثقة ويزيل‬ ‫اخلوف. ولأن احلب هو حب �صقيق الروح الذي مينح الثقة، وهو حب الآخر يف داخلنا، لذا‬ ‫فهو مينعنا من التنازل عن اإنتاجيتنا وخططنا ب�صهولة. فهو احلب الذي يقدم لنا ثقافة‬ ‫الإبداع والتخطيط للنجاح يف العمل واملثابرة.‬ ‫يف احلب مع الزمالء واالأ�سدقاء .. مهارات ات�سالية مهمة يف احلياة اليومية،‬ ‫1. ات�صل بهم فقط لتقل لهم �صالم ًا.‬ ‫2. ل تياأ�ش منهم لكي ل يياأ�صوا منك.‬ ‫3. انظر اإليهم ب�صكل متكامل، حتى الأ�صياء التي ل حتبها فيهم، اقبلها ول توافق عليها.‬ ‫4. �صاحمهم على اأخطائهم.‬ ‫5. اأعطهم بدون �صروط.‬ ‫6. �صاعدهم وقدم الدعم.‬ ‫7. اعرف اأنك م�صتمتع مبجرد اأن تكون ب�صحبتهم.‬ ‫8. اجعلهم قريبني من قلبك.‬ ‫9. فهم يحبونك ل�صخ�صك ومن تكون لنف�صك ولهم.‬ ‫01. اأحدث الفرق يف حياتهم، حاول اأن تطورها.‬ ‫11. ل حتكم عليهم اأبد ًا.‬ ‫21. ارفع معنوياتهم، لريفعوها لك.‬ ‫31. بدِّ د خماوفهم ليبدِّ دوا خماوفك.‬ ‫41. قل عنهم اأ�صياء جميلة، ليقولوا عنك اأ�صياء جميلة.‬ ‫751‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 28. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫51. تاأكد اأنهم �صيقولون لك احلقيقة عندما تود �صماعها.‬ ‫61. لكي يتفهموك ويقدروك، تفهمهم وقدرهم.‬ ‫ّ‬ ‫71. لكي ي�صريوا بجانبك، �صر بجانبهم.‬ ‫81. دعهم ي�صرحون لك الأ�صياء التي ل تفهمها، اأو ل تدركها.‬ ‫91. دعهم ي�صرخون لتنبيهك عندما ل تود ال�صمع.‬ ‫02. دعهم يعملون على اإرجاعك اإىل الواقع.‬ ‫ل حتاول اأن تكون ما هو ل�صت اأنت .. ل حتاول خداع نف�صك والآخرين بغالف احلب‬ ‫ل حتاول خداع النا�ش باأنك حتبهم وتعمل مل�صلحتهم، وباأنك �صهيدهم، لأنك �صوف تخدعهم‬ ‫وتخدع نف�صك اخلديعة الكربى، هذه حماولت لقن�ش اأهدافك ونواياك ال�صخ�صية. هذه‬ ‫الغطر�صة والعجرفة هما نتاج ل�صعور ال�صحية ونق�ش احلب وتعبري عن حياة خيالية وهمية‬ ‫جتعلك تنعطف بغباء عند كل ا�صتدارة م�صببة لك غيبوبة داخلية تبعدك عن روؤية الأ�صياء‬ ‫بو�صوح.‬ ‫نق�ش الطموح ينبع من نق�ش احلب، وهو نابع من عدم قدرة ذلك ال�صخ�ش اأو ذاك على‬ ‫اإر�صاء حاجات نف�صه بالأ�صياء احلقيقية التي يجب اأن تعني له الكثري. هنالك من يح�ش باأن‬ ‫عي�ش احلياة �صكليات ل ت�صتحق هذا العناء واجلهد الكبري. هذه النظرة واملوقف ال�صطحي يجرب‬ ‫ّ‬ ‫اأ�صحابه مع الوقت على ال يكونوا هم على طبيعتهم وذلك با�صتعمال كلمة ل لأنف�صهم، فتبداأ‬ ‫الكثري من احتياجاتهم غري امل�صبعة بالدخول اإىل منطقة الكبت (الغرفة ال�صوداء). امل�صكلة‬ ‫هنا اأن هذا النوع من الرف�ش الذاتي والإنكار على الذات احتياجاتها (ب�صبب ال�صكليات)‬ ‫يت�صبب يف ت�صرفات حمقاء، لأن هذه الالءات قد اأرهقت هذا الإن�صان بحيث تعب وا�صت�صلم‬ ‫لالءات الآخرين. احلياة فعل واع ٍ ، والإنكار على الذات احتياجاتها ذات املعنى يت�صبب يف‬ ‫اللجوء اإىل اأ�صاليب تخدع النا�صب وبال معنى وجوهر لإر�صائها. لذا فاإذا عانت م�صاعرك من‬ ‫ال�صعور بالإحباط ونق�ش الطموح، فهذا حتم ًا نابع من عدم القدرة على اإر�صاء نف�صك والتحبب‬ ‫لها بتلبية الأ�صياء التي تعني لك الكثري من ناحية املعنى واجلوهر.‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫851‬
  • 29. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫اإنّ عملية التدقيق الداخلي للذات واإحتياجاتها العميقة واإيجاد جوهرها، هو عمل جاد‬ ‫لتن�صيطها، حاول اأن ت�صع يدك على ذلك الحتياج اجلوهري وال�صخ�ش الذي تود اأن تعي�ش معه‬ ‫بقية عمرك، لأن به ك�صر ًا لالعتقاد مبا كنت عليه، وحماولة جادة للتفوق على النف�ش، لأن اأكرث‬ ‫ً‬ ‫ما ي�صتنزف طاقة الإن�صان هو لعب دور مر�صوم له بدل من اأن يكون جوهر ذاته ونف�صه لأن قيمة‬ ‫الأ�صياء كلها تذبل اإل قيمة جوهرك وقيمة اأفكارك. هذا هو الربط بني جوهر ذاتك والعامل،‬ ‫لأنه ي�صعك على ات�صال قريب من ذاتك والعامل املحيط بك، فت�صبح اأكرث حب ًا واإن�صانية. ل‬ ‫اأحد ي�صتطيع اأن يجعلك مرتبك ًا اإل اإذا قبلت اأنت بذلك، فاأنت ل�صت يف مناف�صة عاملية، اأنت يف‬ ‫مناف�صة مع ذاتك لتحقيق ذاتك. من هنا ينبع الت�صميم والإرادة التي هي من منتجات روؤيتك‬ ‫للجودة ال�صخ�صية التي يجب اأن نرتقي بها دائم ًا.‬ ‫عندما تكون اأ�صي الالمبالة واملبالغة يف الثقة بالنف�س ....‬ ‫معاناة اأخطر من الإقدام على املخاطرة بعينها‬ ‫العامل ل يريدك اأن تعمل الأمواج فقط، بل يريدك اأن جتد موقعك املنا�صب على خارطة‬ ‫اأكرب منتبه ًا ل�صارات هذه اخلارطة التي �صوف تناديك يف اأي حلظة لعمل الأمواج عليها. لذا‬ ‫فممار�صة الالمبالة والرهان على الأوهام من �صاأنه اإخفاء الفر�ش من اأمامك. �صوف تعيق‬ ‫الالمبالة حركتك وت�صل قدرتك يف املبادرة لأخذ مكانك ومكانتك املنا�صبة يف احلياة.‬ ‫اإن معرفة ذاتك من خالل مبادئك و�صمريك والتعرف على موا�صفاتها وقبولها وال�صعي‬ ‫لتطويرها هو تطوير لروؤيتك الذي هو طريق التخل�ش من الالمبالة، واإل اأوقعت نف�صك �صحية‬ ‫العامل الذي ح�صب اعتقادك مل «يبال بك»، نا�صي ًا اأن العامل قد عاملك بنف�ش الطريقة التي‬ ‫ِ‬ ‫عاملته بها.‬ ‫فالبكاء من �صعور اأنك �صحية، وباأنك ل ت�صتاأهل اأن تعامل بهذه الطريقة امل�صينة اأو تلك هي‬ ‫طاقة مهدورة كان عليك ا�صتغاللها ملعرفة ذاتك وقبولها لتطويرها لتبيان روؤيتك. اأنت امل�صوؤول‬ ‫عن عدم اإيجاد موقعك املنا�صب على اخلارطة الأكرب لواقعك ومفاجاأة ذاتك مبا هو ل�صت اأنت،‬ ‫اإذ ًا اأنت امل�صوؤول عن ا�صترياد اأ�صياء وقعت اأنت اأ�صريها.‬ ‫اأنت من تخليت عن روؤيتك وخطة تقدمك الأوىل، ل بل قمت بالتاآمر عليها، واأغريت نف�صك لبيعها‬ ‫951‬ ‫الف�صل الثاين:الق�صم الأول: مهارات يف حتقيق الأمن الداخلي والر�صانة ال�صخ�صية‬
  • 30. ‫بعد تغي ال�صنني، الرجوع اإىل الذات الأ�صلية‬ ‫رّ‬ ‫واخرتت دور ًا مر�صوم ًا لك لالإيقاع بك بدل من العي�ش باإخال�ش ملا اأنت حقيقة من تكون.‬ ‫ً‬ ‫اإن الفرق بني الإن�صان واحليوان هو وجود الإبهام وقدرته على اإدراك الأ�صباب، بعد كل هذا‬ ‫الوقت ماذا كنت تعمل باإبهامك؟ ت�صعه كالأطفال يف فمك عاجز ًا عن روؤية متيزك املر�صوم‬ ‫فيه. هناك اأ�صبع من قب�صتك يتهم ويوؤ�صر على كل اأ�صباب عذاباتك، لكن تذكر اأن الأ�صابع‬ ‫الأخرى امل�صدودة داخل كفك توؤ�صر عليك.‬ ‫اإن العجز الذي مار�صته والناجت عن �صعف يف روؤيتك بعدم الإميان بالب�صر، وبتميزهم، وفرادتهم،‬ ‫وكيانهم، كان �صبب ًا مل ميكنك من روؤية متيزك وفرادتك و�صفاتك احلميدة، وبالتايل من روؤية‬ ‫متيز الآخرين حيث بحثت يف �صلبياتهم ونقاط �صعفهم فقط كما حاولت اأي�ص ًا جاهد ًا التقليل‬ ‫من �صاأنهم مما اأدى اإىل ارتدادهم عليك واأوقعك م�صت�صلم ًا لتقييمهم وخياراتهم وم�صتلب ًا‬ ‫حلكمهم عليك.‬ ‫اأن تختار العي�ش برد فعل وهام�صية يعني اأنك فقدت الروؤية لنك فقدت مرجعية الحتكام‬ ‫ّ‬ ‫للمبادئ الإن�صانية والعي�ش بن�صاط اإن�صجام ًا مع جوهر ذاتك والإميان مبقدراتها. اإرادتك من‬ ‫الداخل قد �صعفت، لأن الداخل قد جعلك اأ�صري ًا وتابع ًا حلكم الآخرين، حيث اأ�صبحت خياراتك‬ ‫مبنية على حتكم الآخرين بها يف اإيجاد ما ينا�صبها. مل يكن مطلوب ًا منك اأن تكون جنم ًا اأو قائد ًا‬ ‫ترتبع على م�صرح العاملية، بل كان املطلوب منك اأن تكون جنم ًا لذاتك. يجب اأن تعي�ش لتفعل،‬ ‫لتك�صب، لتنت�صر، يكفي تربير ًا للهزائم التي ت�صعك يف حمك �صعب. عندما ت�صاألك النا�ش:‬ ‫من اأنت؟ جتد نف�صك م�صطر ًا لالإجابة بت�صمية املراكز والأعمال والوظائف التي متار�صها‬ ‫اأو مار�صتها، عاجز ًا عن التحدث اإليهم بتطلعات اأفكارك والر�صالة والإجنازات التي ت�صعى‬ ‫لتحقيقها، فجوهر الذات هو تعبري عن بحثك ودورك يف احلياة وملا ت�صعى له.‬ ‫اللحظات الرائعة هي التي تعيد و�صلنا بجوهر ذاتنا ... كيف؟‬ ‫تذكر اللحظات الرائعة يف احلياة التي انق�صت من دون اأن ت�صعر اأو حت�ش بالوقت! هذه اللحظات‬ ‫متتعت بقوة ا�صتحواذها على كل تفكريك وتركيزك واأحا�صي�صك وم�صاعرك، وبالتايل وجهت‬ ‫طاقتك باجتاه واحد ومكثف. هذه اللحظة الرائعة هي ما يطلق عليها باللحظة ال�صعورية، هي‬ ‫حلظة اإبداعية ا�صتنه�صت جوهرك الإن�صاين، وكفاءتك وموا�صفاتك ال�صخ�صية. تذكر اآخر مرة‬ ‫�سحر ال�سخ�سية وفرو�سية الذات‬ ‫061‬